استقبل الرئيس ميشال سليمان في دارته باليرزة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الدكتور وليد البخاري، وجرى البحث في المستجدات السياسية وملف ترسيم الحدود ومواصفات الرئيس العتيد للجمهورية.
وبعد اللقاء، قال الرئيس سليمان: “يسعدني ان ارحب بسعادة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في بيتي واشكره على كل الجهود التي يبذلها باسمه الشخصي وباسم المملكة العربية السعودية لحماية لبنان”.
اضاف: “اود اولا ان اتوقف عند ملف الترسيم والذي هو الحدث الابرز اليوم، وبحسب المقولة ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا، وهذا المرسوم والخط 23 موقع منذ العام 2011 وكان لي شرف توقيعه اي منذ عشرة سنوات. ولكنه كان يتكلم عن حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، لذلك لا يجب ان يحكى في الاتفاقات عن حدود بيننا وبين اسرائيل لانه يمكن ان توجد معطيات افضل من ذلك. ولنتكلم على حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة ونحتفظ بفكرة التعديل التي اعتقد انهم احتفظوا فيها في الاتفاق، تعديل او مطالبة بتعويضات”.
وتابع: “في كل الاحوال هذا الترسيم لا يكفي لانقاذ لبنان، لا يكفي لوحده، فهو اولا يتطلب حسن ادارة الملف النفطي وهذه مسؤولية مهمة. وامر ثان نطالب بترسيم السيادة في لبنان لانه ومن دون السيادة لا فائدة من مرسوم ترسيم البحر. والامر الثالث يتطلب الترسيم السياسي وهنا اعني اولا انتخاب رئيس جمهورية سيادي معتدل صاحب موقف يخص لبنان. اذن يجب ان نستعيد سيادة الدولة لكي نستعيد ثقة العالم بلبنان وهذا امر يتطلب ان نعد رسوما تشبيهية على الاقل للمرشحين على الرئاسة الذين يجب ان يكونوا مستقلين ومعتدلين من اصحاب المواقف السيادية ويجب ان يعمل الرئيس لتحييد لبنان ولاستكمال تطبيق الطائف بحذافيره وان يعمل لضبط الحدود والمعابر ويمنع التهريب ويمنع انتقال المسلحين ويجب ان يبرمج حصر عملية السلاح بيد الدولة اللبنانية وهذا من اهم الامور او الواجبات التي يجب ان يقوم بها. وكذلك عليه ان يفتح العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة وفي طليعتهم دول الخليج والمملكة العربية السعودية”.
وأردف: “لماذا اقول هذا الكلام؟ لأن المملكة ساهمت كثيرا في حماية لبنان على مر التاريخ وهي اليوم اطلقت اعلان جدة واطلقت البيان المشترك الثلاثي واسست الصندوق المستقل لدعم لبنان، وهذا الامر بتوجيهات الملك سلمان حفظه الله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى نشاط سعادة السفير البخاري المكثف والذي يحاول من خلاله ان ينمي ويشجع اللبنانيين على الاقدام على هذه المبادرة حتى ينقذوا لبنان. ويكفي احتضان عشرات الالوف من اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية الذين سيكونون المستفيدين الاكثر من النهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية”.
وشكر سليمان مجدداً “سعادة السفير البخاري على جهوده”، متمنياً على “اللبنانيين ان يتلاقوا على انتخاب رئيس يمتلك مواصفات الايمان بلبنان وسيادته والعلاقة العربية والعمق العربي. المطلوب ان ننقذ لبنان لانه زهرة العرب كما هم يقولون وعلينا ان نحافظ على تألق هذه الزهرة”.
من جهته، شكر البخاري الرئيس ميشال سليمان، وقال: “ناقشنا اليوم ابرز المستجدات على الساحة اللبنانية والعربية وايضا الملفات والاستحقاق الرئاسي”.
واضاف: “فخامة الرئيس سليمان يؤكد دائما على اهمية العمق العربي في الاطار الطبيعي لحل الازمات في لبنان ودائما يؤكد على اهمية الدور السعودي في الملف اللبناني، ونحن نتقدم بخالص الشكر لكل الطروحات التي يطرحها فخامته وخصوصا “اعلان بعبدا” والتشديد على حفظ سيادة لبنان وضرورة انقاذه”.