تعطيل جلسة الانتخاب.. تكرار سيناريو الانتخابات السابقة؟

14 أكتوبر 2022
تعطيل جلسة الانتخاب.. تكرار سيناريو الانتخابات السابقة؟


لم تعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي دعا اليها الرئيس نبيه بري امس بسبب عدم اكتمال النصاب الدستوري في ظل غياب عدد كبير من النواب على رأسهم نواب “تكتل لبنان القوي” اضافة الى عدم دخول نواب اخرين الى القاعة بالرغم من حضورهم الى المجلس النيابي مثل  معظم نواب “كتلة الوفاء للمقاومة”.

لم يتكرر امس سيناريو الجلسة الاولى بل سيناريو الانتخابات الرئاسية السابقة التي وصل في نهاية مسارها الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة، خصوصا ان تعطيل المجلس كان السلاح الاساسي المستخدم من قبل حلفاء عون انذاك، الامر الذي أدى الى تراجع تدريجي لخصومه.لكن توازنات المجلس النيابي اليوم، بعد الانتخابات النيابية الاخيرة الاخيرة تختلف عن توازنات انتخابات العام ٢٠٠٩، اي ان “حزب الله” وحلفاءه لا يحتاجون الى تعطيل النصاب اقله وفق التحالفات الحالية، اذ لا يملك اي من خصومهم القدرة على جمع ٦٥ نائباً للتصويت على خيار واحد او لدعم شخصية واحدة.

من هنا يطرح السؤال عن امكانية ان يكون التعطيل الذي حصل بداية لمسار سيستمر او انه نتيجة غياب “التيار” ومقاطعته الجلسة التي عقدت في مناسبة ١٣ تشرين الاول؟ وهل ستستخدم القوى السياسية مقاطعة الجلسة كسلاح للضغط على خصومها ولتحسين شروطها؟تعتبر مصادر مطلعة ان الحضور والمقاطعة يوصلان للنتيجة ذاتها في ظل التشرذم الحاصل داخل الفريق السياسي الواحد، فلا “قوى الثامن من اذار” قادرة على ايصال رئيس للجمهورية او على الأقل الاتفاق مع “التيار” على اسم واحد، ولا خصوم “حزب الله” لديهم القدرة على الاصطفاف في خندق رئاسي واحد. وعليه فإن عقد الجلسات لن يؤدي الى فوز مرشح دون اخر.وترجح المصادر الا يكون هناك مسار تعطيلي، اذ ان الرأي العام غير قادر على تقبل استمرار المناكفات السياسية الى حد تعطيل المؤسسات الدستورية، ولا يوجد اي قوة سياسية قادرة على تحمل تبعات تعطيلها للمجلس النيابي وتحديدا القوى المسيحية التي من دونها لن يكون هناك امكانية للتعطيل، او الأصح لن يكون هناك اي حجة متينة لباقي القوى للتعطيل.

وتعتبر المصادر ان الانقسام الحالي يختزن بعض الضمانات والضمانات المضادة بين صفوفه، فلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سيقبل ان يكون اعضاء كتلته النيابية في صفوف من يساهمون بإيصال رئيس تحد لحزب الله، ولا الرئيس نبيه بري سيسير مع قوى الثامن من اذار برئيس من لون واحد من دون تأمين الاطار التوافقي له، وعليه فإن التعطيل لن يؤدي الى تأمين اي مكتسبات لاي فريق اكثر من الجلسات التي من المرجح ان تعود  الى الانعقاد الخميس المقبل.