خارج إطار الاستثمار… العتب الروسي لا يلغي الاهتمام والعلاقات المميزة

14 أكتوبر 2022
خارج إطار الاستثمار… العتب الروسي لا يلغي الاهتمام والعلاقات المميزة


تلوح في الافق مؤشرات عن أزمة ديبلوماسية مرتقبة مع روسيا رغم الصداقة التاريخية التي تربط لبنان وروسيا على مدى الحقبات المختلفة، حيث تجاوب لبنان مع الرغبة الأميركية في التصويت ضد روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة وإدانة ضم  الأقاليم الاوكرانية الأربعة إلى الاتحاد الروسي.

يمكن القول، إن قلوب الروس “مليانة”من لبنان من دون أن تنفجر بالكامل منذ بداية الازمة الاوكرانية، خصوصا بعد بيان وزارة الخارجية الشهير عقب اندلاع الحرب مع أوكرانيا .
وما يثير الحنق الروسي ليس موقف لبنان بقدر زحمة الموفدين  إلى وزارة الخارجية في موسكو من بعض الأطراف للبحث بملفات سياسية غير متصلة بالمصلحة الوطنية  ، حيث تفيد المعلومات عن اغداق  الوعود من أجل تحصيل مكاسب ما يسبب انزعاج  موسكو من الازدواجية المفرطة والموقف اللبناني بات اكثر فظاظة بعدما تخطت الحرب الاوكرانية الخطوط الحمراء وباتت أقرب إلى مواجهة  قد ترسم حدود النفوذ السياسي والاقتصادي كما حصل مع الحربين العالميتين الأولى والثانية في مطلع القرن الماضي.

هنا ترتسم تساؤلات عند ديبلوماسيين روس ،حيث يعتبرون”انه في الوقت الذي  تعم  فيه الاحتفالات بالنصر و إجبار إسرائيل وحتى أميركا على تلبية شروط لبنان في مفاوضات الترسيم البحري ، ينحاز  الموقف اللبناني إلى جانب أميركا أكثر من أعضاء حلف شمال الأطلسي كتركيا مثلا، فلبنان ليس مضطرا إلى التشدد على هذا النحو بينما أقرب حلفاء الإدارة الأميركية يتحسبون بموقفهم نظرا لمصالحهم الاستراتيجية”.
اكثر من ذلك، يشير الديبلوماسيون” إلى اهمال لبنان كل محاولات روسيا  مساعدته منذ  اندلاع ثورة تشرين الاول 2019 وبداية الانهيار الشامل تحت ذرائع عدم الالتحاق بالمحور الروسي – الصين المناهض لاميركا، على إعتبار بأن صد المساعدة من روسيا يتقاطع مع موقف إدارة بايدن بكبح جماح التمدد الصيني في ارجاء العالم وتهديد المصالح الأميركية ، وهذا ما يثير الاستغراب الروسي كون موقف لبنان كان على الدوام اكثر توازنا حتى أثناء حقبة الحرب الباردة وصراع القطبين”.
على المقلب اللبناني، ليس من تفسير واضح حيال التصويت لادانة روسيا علنا في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، سوى تأكيد التزام لبنان قرارات المجتمع الدولي نظرا لحاجته الملحة إلى التضامن العالمي بوجه الاطماع الاسرائيلية.
العتب الحالي لا يحجب الاهتمام الروسي من وجهة نظر لبنان ،فخارج منطق المصالح  لبنان بلد صغير و لا يحتمل كلفة الصراعات الدولية ،وفي ظل الظروف الدقيقة ينبغي رسم سياسة خارجية متزنة و متوازنة ، لذلك تبرز  ضرورة التمسك بالمجتمع الدولي والتشجيع على رعاية التفاهمات في حل الصراعات في العالم، إذ ينبغي تغليب منطق الدولة ورعاية المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى ،من دون  اسلوب الاستثمار والمزايدات كما حصل مع الجانب الروسي.