ليس لدينا مرشّح رئاسي معيّن

15 أكتوبر 2022
ليس لدينا مرشّح رئاسي معيّن

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: طوال الأزمة ومنذ 17 تشرين ولغاية اليوم بقيت فرنسا حاضرة وإن معنوياً. وتندرج زيارة كولونا لساعات الى لبنان في سياق التأكيد على الدور من دون أن تحمل كبيرة الديبلوماسيين مبادرة فرنسية أو كلمة سر تتصل بالاستحقاقات اللبنانية الداخلية على تعددها.لكن لمجرد أن تأتي الزيارة في اعقاب الاتفاق على الترسيم البحري، وفي اعقاب فشل جلستين في الاتفاق على اسم مرشح رئاسي جديد، وعدم التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد يعني أنّ الملفات الثلاثة حضرت حكماً في زياراتها المقرات الرئاسية. وفي المحطات الثلاث كما في المطار أكدت على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية مع وجوب احترام الاستحقاق الدستوري، وأنّ «الاتفاق التاريخي الذي عقده لبنان مع إسرائيل في موضوع ترسيم الحدود البحرية لن يحلّ مكان الإصلاحات التي تبقى أولوية ويجب تطبيق الاتفاق مع البنك الدولي». لكن ما لم تعلنه وزيرة الخارجية الفرنسية، هو تشديدها أمام المسؤولين أن لا مرشح رئاسياً لبلادها وهي لن تعمل على دعم شخصية معينة بقدر ما تسعى الى حث الاطراف المعنية على الإتفاق على انتخاب رئيس في حد اقصى نهاية العام الجاري. كما تجنبت الدخول في لعبة الاسماء او الظهور بمظهر الداعم لشخصية ما على حساب اخرى. وفي ما يتعلق بالترسيم البحري قالت إنّ الدور الأساس كان للأميركيين لكن بلادها كانت حاضرة وسهلت الاتفاق موضحة خطوات شركة «توتال إنرجي» الفرنسية التي ستقوم بعملية التنقيب في حقل قانا اللبناني بحثاً عن الغاز. لا يمكن الحديث عن جديد فرنسي حملته الزائرة الفرنسية بقدر ما هو اعادة تأكيد المؤكد بالنسبة للرئاسة وانتظام عمل المؤسسات وانجاح المفاوضات مع صندوق النقد أي إثارة الأمور التي تتصل بمصالح بلدها وحضورها في لبنان. ولم يغب ملف النازحين عن المباحثات وطلب لبنان أن تلعب فرنسا دوراً مساعداً في اعادتهم الى ديارهم تلافياً لأزمة مستقبلية لعدم قدرة لبنان على الاستمرار في استضافتهم. فكان جوابها أنّ «مفتاح هذا الوضع يتعلق بتحسن الأوضاع في سوريا». ما يعني أنّ فرنسا لا تزال ترهن عودة النازحين بالحل السياسي. ووصف مصدر وزاري الزيارة على انها اقتصرت على تقديم التهنئة بالاتفاق البحري والضغط في سبيل تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس ليتمكن لبنان من الوقوف مجدداً واستعادة دوره ومكانته في المنطقة . لكن كان لافتاً ايضاً أن حديثها عن الحكومة مرهون بانتخاب «رئيس جديد» لتكون «في المستقبل حكومة تمارس عملها بالكامل». أيّ أنها تجاوزت تغيير الحكومة الحالية لأنّ الأهم فرنسياً هو انتخاب رئيس ليبنى على الشيء مقتضاه.