تاريخٌ عريق.. طابعٌ جديد تكريماً لمدرسة القديس يوسف عينطورة

15 أكتوبر 2022
تاريخٌ عريق.. طابعٌ جديد تكريماً لمدرسة القديس يوسف عينطورة


ويأتي هذا الطابع من ضمن فئة الـ10 آلاف ليرة لبنانيّة، وقد تضمّن صورة للمبنى التاريخي والعريق الخاص بالمدرسة.

تاريخ المعهد في سطور
ويأتي هذا الطابع الجديد ترسيخاً لأهمية هذا الصرح التعليمي التاريخي الذي شهد على نهضة لبنان العلمية، وكان حاضناً للإرساليات التي طبعت رسالتها الثقافية في بلاد الأرز.وتعتبر مدرسة القديس يوسف – عينطورة من أقدم الصروح الثقافية، ويمكن القول إنها “أم المدارس في لبنان”.  وانطلقت المدرسة في العام 1834 بـ7 تلامذة فقط، وقد شملت كافة المراحل التعليمية. وإبان الأحداث التي امتدت بين العامين 1840 و 1860 في الجبل، استقبلت المدرسة والدير (دير مار يوسف المنشأ أواسط القرن 17) مئات المتضررين والمنكوبين الذين باتوا من دون مأوى يلجأون اليه. إلا أنه وسط ذلك، استمرّ دور المدرسة التربوي الذي أخذ بالتصاعد سنة بعد سنة. وخلال أحداث ثورة الفلاحين، أدى خريجو المدرسة دوراً وطنياً من خلال نشر أفكار التحرر بين العامة بعد أن نهلوها من مدرستهم، فشكّلوا ليس فقط في فترة الثورة انما في معظم المحطات التاريخية حركة وعي ويقظة علمية ووطنية وفكرية.

وبعد عودة الأحوال إلى طبيعتها، ازدهرت المدرسة بشكل كبير، ومع الرئيس الأب سالياج SALIEGE (1879- 1911) ارتفع بنيانها أكثر فأكثر، ببصمات المهندس LEONARD DELANUIT (مصمم صرح بكركي أيضاً)، فاستقدمت حجارتها من مقالع القرى الجبلية وأخشابها الصلبة من منطقة مرسين في تركيا. وحتماً، توسع البناء وبُنيت كنيسة جديدة (1889) بنمط معماري غوطي ما تزال حتى يومنا هذا تشهد على أبرز الاحتفالات والمناسبات الروحية، إضافة الى البرج (شعار المعهد اليوم). وتخليداً لذكرى المهندس الفنان، أقيمت قاعة على اسمه وتمثال للأب سالياج. وبعد وفاة الأخير، تسلم المدرسة الأب سارلوت SARLOUTTE الذي أكمل المسيرة فأدخل نظام الشهادة الفرنسية (بكالوريا فرنسية) وخلدت ذكراه بتمثال برونزي أيضاً.وكان معهد عينطورة يتبع لإرسالة فرنسية، ولهذا السبب تمت مصادرته في العام 1915 من قبل الجيش العثماني المتحالف مع الألمان إبّان الحرب العالمية الأولى. وعليه؛ دخله العسكر التركي مع 800 يتيم أرمني وكردي أتوا بهم بغية تنشئتهم عسكرياً وتحويلهم أتراكاً وطردوا جميع الطلاب والآباء، فبات المعهد ثكنة عثمانية وزاره القائد جمال باشا متفقداً سير الأعمال فيه. 

ونظراً لشح المياه وصعوبة إيصالها بالتزامن مع ظروف الحرب، انتشر مرض التيفوس والتيفوئيد بين صفوف التلامذة الأيتام، فحصد الموت العشرات منهم، إلى أن تأمنت المياه وبشكل جزئي من نبع قريب من دير حراش – عين الريحانة. وبعد انتهاء الحرب، عادت الحياة الى المعهد، وعاد الأب سارلوت رئيساً فبادر الى رد أسماء الأيتام الأصلية، والى احتضانهم تزامناً مع ارجاع التلامذة والطاقم الإداري والتعليمي، وتأسس سنة 1923 أول فرقة كشفية وبعدها بسنتين، استكملت مسيرة البناء بتشييد المسرح وتوسيع الملاعب وإضافة الممرات … وفي العام 1935 انطلقت مسيرة رابطة خريجي المعهد.وخلال الحرب العالمية الثانية التي بدأت في أيلول من العام 1939، تابع المعهد مسيرته وتحوّل في أوقات متقطعة معسكراً للجيش الفرنسي. وأواخر ستينيات القرن الفائت، وبعد الازدهار الاقتصادي الذي حققه لبنان خلال تلك الفترة، وبعد تأمين الإدارة باصين لنقل التلامذة ( العام 1960)، انتقلت المدرسة تدريجياً من نظام الطالب الداخلي الى نظام الطالب الخارجي ومع بداية العام 1975، تكرّس هذا الأمر بشكل كلّي.وبعد تزايد أعداد الآباء اللعازاريين اللبنانيين، وتمرّسهم في الإدارة كمعاونين للآباء الفرنسيين، بات عليهم استلام زمام الأمور، فترأس المعهد الأب نعوم عطالله العام 1969 الذي باشر عهده بإدخال العنصر الأنثوي بين صفوف الطلبة (1969- 1970)، وبتأسيس رابطة الأساتذة لجنة الأهل في العام 1971، ومن حينها لتاريخنا اليوم آلت الرئاسة الى الآباء اللبنانيين. وعايش المعهد فترة الحرب اللبنانية، فاستقبل العائلات التي هجّرت من مناطقها، وبعد انتهاء الحرب، استكمل المعهد مسيرته في الإشعاع الفكري والعلمي مقدماً لوطننا وللعالم عموماً أفواجاً من الخريجين برع العديد منهم في مجالات شتى. ومن تلامذة المعهد في الحقل السياسي (مع حفظ الألقاب): سليمان فرنجية- رينيه معوّض- بترو طراد- كمال جنبلاط – سليم تقلا- عمر الداعوق- صبري حماده- حميد فرنجية- موريس الجميّل- منصور بطيش- يوسف سلامه- زياد بارود- جان عزيز، وغيرهم.(بعض المعلومات من مقال للدكتور روني سمعان خليل الاستاذ  المحاضر في الجامعة اللبنانية – موقع جديدنا)