حزب الله ايضاً لا يريد التصعيد!

15 أكتوبر 2022
حزب الله ايضاً لا يريد التصعيد!


من خلال الأداء السياسي للقوى السياسية التي تخاصم “حزب الله” يبدو واضحاً ان الاتجاه العام، بالرغم من بعض الضجة الاعلامية، هو للتهدئة السياسية وعدم الذهاب بإتجاه معركة كسر عضم مع حارة حريك. في الاصل لا تريد واشنطن ذلك في هذه المرحلة التي ترغب فيها بعدم حصول اي تطور اي محسوب في الشرق الاوسط.
 
السياسة الاميركية في لبنان تظهر من خلال عدم بروز اي مساعي لايصال رئيس يعادي “حزب الله” ،بل يبدو ان الهدف الاميركي يتركز على منع الحزب من ايصال مرشح تابع له او متحالف معه، ما يعني ان الغاية الحقيقية هي الوصول الى تسوية رئاسية بمعالم واضحة.
كما ان الاميركيين لم يكن لديهم اي نية تصعيد في ملف الحدود البحرية، بل مارسوا ضغوطا هائلة على الاطراف المتنازعة للوصول الى تسوية تمنع انفجار الخلاف الى معركة عسكرية او الى سلسلة استهدافات امنية، وهذا يعني أن لبنان بالنسبة لواشنطن بات اليوم ساحة الحفاظ على “ستاتيكو”.
 
لكن واشنطن ليست وحدها مَن يريد التهدئة، فالحزب بدوره لا يرغب بالذهاب الى اي اشتباك سياسي غير محسوب في لبنان، بل يفضل الاستقرار الامني والسياسي على التصعيد في المرحلة الحالية وقد ظهرت نواياه هذه من خلال عدم تسرعه بالقيام بأي خطوة ضد منصة كاريش.
 
كما ان الحزب لم يعلن حتى الساعة اي موقف واضح من الانتخابات الرئاسية، ولم يرشح او يدعم اي مرشح وتحديدا حليفه سليمان فرنجية ما يعني انه لا يريد قطع خط العودة مع باقي القوى السياسية، بل سيترك باب التوافق مفتوح حتى اللحظة الاخيرة.
 
وترى مصادر مطلعة ان حزب الله يريد الاستفادة من المرحلة الحالية لتعزيز حضوره داخل الدولة اللبنانية دستوريا واداريا ولاعادة تمتين فكرة انغماسه في الحياة السياسية مع ما يستتبع ذلك من  خطوات سياسية وشعبية داخل بيئته اللصيقة التي لم تتقبل كثيراً تموضعه الجديد داخل النظام.
 
لذلك سيعمل الحزب داخليا على اعادة بناء الجسور مع القوى السياسية التي ترغب بذلك، وقد بدأ بتعزيز علاقته مع اطراف كان يخاصمها في المراحل الماضية مثل الحزب التقدمي الاشتراكي والنواب السنّة الذين بات جزء منهم اقرب اليه وصولا الى اتصالات خجولة مع بعض المستقلين.