الاسبوعان الاخيران من العهد العوني: صخب يمهد لمرحلة الفراغ

16 أكتوبر 2022
الاسبوعان الاخيران من العهد العوني: صخب يمهد لمرحلة الفراغ


بعد جلستين لانتخاب رئيس للجمهورية لم تطلقا العنان حتى للاتفاق على اسم مرشح واحد ، توحي الاجواء بأنّ الملف الرئاسي اُرجئ الى اجل غير محدود، وسيكون الفراغ سيد القصر الجمهوري بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي .وفي هذا السياق كتبت” النهار”: 16 يوماً فقط تفصل لبنان عن نهاية ولاية الرئيس ميشال عون وكل المؤشرات “تتصاعد” في اتجاه شغور رئاسي بعده بات التعبير عن التخوف منه بمثابة اعلان صريح ومعيب ومخز عن تواطؤ أو عجز أو استسلام سياسي سيتوج بطبيعة الحال بخروج عون من بعبدا من دون ان يسلم خلفاً له مقاليد الرئاسة. وإذ تتسم المعطيات حيال الاستحقاق الرئاسي بتشاؤم مطبق فإن الأسبوعين الأخيرين من العهد العوني لا يبدوان أيضاً مرشحين لأن يشهدا انفراجاً في الواقع الحكومي عبر تعويم حكومة تصريف الاعمال ولو معدلة بتغيير شاغلي بضعة مقاعد وزارية علماً ان الاتفاق المحتمل على صيغة حكومية في الأيام العشرة الأخيرة من المهلة الدستورية، اذا حصل، من شأنه ان يثير إشكالية حيال امكان مثول الحكومة من عدمه امام مجلس النواب لنيل الثقة في الوقت الذي يكون فيه المجلس هيئة انتخابية دائمة حكماً ولا يمكنه القيام بأي عمل آخر قبل انتخاب رئيس الجمهورية.
لذا تدور الوقائع السياسية من الآن في دوامة العجز والتسليم المسبق للشغور الرئاسي وبدأ يملأ هذه الفترة صخب سياسي انطلقت معالمه مع الجلسة الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية على لسان “حزب الله” بمهاجمته مرشح المعارضة النائب ميشال معوض ومن ثم تصاعد الصخب امس على لسان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي في مناسبة احياء ذكرى عملية 13 تشرين التي اسقطت عبرها القوات السورية عون لم يأت باسيل على ذكرها وتجاهلها تماماً ليشن في المقابل هجمات مقذعة على خصومه وجهات كثيرة داخلية.وكتبت” الديار”: هل تحصل المفاجأة ويتمثل لبنان بالعراق، فينتخب رئيسه قبل نهاية المهلة الدستورية لهذا الاستحقاق، وتتشكل الحكومة؟المعلومات والمعطيات المتوافرة لا تدل على اننا اصبحنا على عتبة حصول مثل هذه المعجزة. فرغم الدعوات الخارجية لانتخاب الرئيس وآخرها على لسان وزيرة الخارجية الفرنسية، يبدو ان المشهد سيتكرر في جلسة الخميس المقبل طالما ان فريقا لا يزال متمسكا بترشيح النائب ميشال معوض يقابله الفريق الآخر بورقة بيضاء رافضا رئيس تحد، ومؤكدا على الرئيس الوفاقي بعيدا عن كل اشكال الاستفزاز .
من هنا، تبدو عرقنة الحل في لبنان غير ممكنة في الوقت الحاضر وحتى اشعار آخر. وهذا يعني ان الفراغ الرئاسي ما زال المرشح القوي على حساب كل الترشيحات والترجيحات.
وكشف مصدر مطلع لـ «الديار» عن معلومات جديدة حول زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للبنان لافتا الى انها ركزت على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية في اطار عمل وديمومة المؤسسات الدستورية .
والى جانب تأكيدها بان فرنسا ليس لديها اي اسم محدد لرئاسة الجمهورية، قالت» ان باريس لا تتدخل بالاسماء، وهي مع الذي تجمعون عليه».
ولفت المصدر الى قولها لاحد الرؤساء «ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية انجاز مهم وايجابي، لكن يجب الا تناموا على حرير هذا الاتفاق، فهناك ازمة اقتصادية آنية كبيرة وضاغطة على لبنان ويجب الاسراع في الاصلاحات للتوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لان مثل هذا الاتفاق يفتح الباب لمساعدات الدول المانحة».
وفهم من كلام الوزيرة الفرنسية ان الاتفاق مع صندوق النقد هو بمثابة ممر موضوعي للمساعدات الدولية .
واشار المصدر ايضا الى انها عبرت عن الموقف الفرنسي الذي ينطلق من قناعة راسخة بدعم لبنان ومن محبة لهذا البلد الصديق، واصفا الزيارة بالمهمة لانها تجدد التحرك الفرنسي الناشط باتجاه لبنان.