تسوية قِفلها الطائف ومفتاحها الغاز

16 أكتوبر 2022
تسوية قِفلها الطائف ومفتاحها الغاز


تتغلب الوقائع الإقليمية على عوامل الداخل في مسار الازمة السياسية. الشغور الرئاسي واقع لا محالة وسط التباين بالاراء حول مداه الزمني، وتشكيل الحكومة دونه عقبات كرسها خطاب النائب جبران باسيل بإعلان التعطيل والشروط  التعجيزية، في حين ان قرار  التنقيب عن الغاز في بحر المتوسط، يتخطى لبنان إلى تفاهم متعدد الأطراف. 

العهد يحتاج إلى إنجاز يتيح للرئيس عون مغادرة قصر بعبدا كرجل تاريخي، لا رئيس سنوات عجاف لم يشهد لها لبنان مثيلا، من ثورة ١٧ تشرين إلى الانهيار الاقتصادي مرورا بانفجار 4 آب وصولا إلى الفراغ والتعطيل الراهن. لذلك  أتى الترسيم البحري خشبة خلاص لا بد من الاستفادة منها، وقد منحت خطاب جبران باسيل في ذكرى ١٣ تشرين عناصر قوة حاول الاستفادة منها في معاركه المفتوحة.مما لا شك فيه ، بأن “التيار الوطني الحر” أمام مرحلة مفصلية عنوانها كيفية التعامل مع متطلبات متغيرات جوهرية في النظام السياسي مهما طال أمد الفراغ، ففقدان الرئيس عون التوقيع الأول كما إنخراط باسيل في معركة إثبات وجود، يؤشران إلى مرحلة ملتهبة بإمتياز يعد لها الفريق العوني.

لذلك، يصلح الترسيم البحري في الاستثمار السياسي لكنه لا ينفع بالوقائع الاقليمية وتجاه المجتمع الدولي، فمسألة التنقيب في بحر المتوسط مرتبطة بالاستعجال الأميركي كما  بحاجة أوروبا لتأمين البديل عن الغاز الروسي، لذلك شهد لبنان اهتماما سعوديا ومتابعة فرنسية  لافتة في المرحلة الأخيرة  ، من باب تثبيت اتفاق الطائف كمرجع دستوري للحكم ، كما إعادة الاعتبار الإصلاحات على انواعها.لا يندرج في إطار الصدفة، كلام  السفيرة الأميركية دوروثي شيا عن القطاع  المصرفي في مجال تعليقها على ابرام تفاهم الترسيم، والمعطوف على تقديم ملحوظ حققه وزير الطاقة وليد فياض في قطاع الكهرباء والسعي في زيادة ساعات التغذية، كما بروز مؤشرات على انفراجات جزئية في مجالات محددة تخفف من حالة الانسداد التي يشهدها لبنان منذ سنتين.هنا، كشف  ديبلوماسي اوروبي  لـ”لبنان 24″ عن نقاشات أولية تتعلق برعاية حوار داخلي قوامه تثبيت مرجعية الطائف و ترتيب وضع لبنان في المنطقة ، طالما ان السعودية ليست بوارد مراجعة موقفها من دون هذا الشرط في مقابل سعي فرنسي لاستكمال مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون التي اطلقها بعد انفجار المرفأ.

كما أشار الديبلوماسي المذكور إلى عدم إمكانية الجزم في مهلة زمنية لتحقيق إتفاق متكامل في لبنان، طالما ان إنهاء الحرب الأهلية استلزم عقد مؤتمرات جنيف ولوزان وباريس وصولا إلى مدينة الطائف في 22 تشرين الاول 1989 وإنجاز الاتفاق التاريخي.