تقديرا لخدمات وإنجازات مميزة، تزيّن الاوسمة والميداليات العسكرية والوطنية صدور مستحقيها من عسكر ومدنيين وشخصيات، تطابقت فيهم شروط معينة، وُضعت بموجب مرسوم اشتراعي حمل الرقم 122 – صادر في 12/6/1959، وعُدلت الكثير من احكامه على مر السنوات. ولرئيس الجمهورية الصلاحيات الكاملة في اختيار الشخصيات التي تستحق التكريم، بإشراف مجلس الاوسمة الذي كان متوقفاً عن العمل لسنوات طويلة، واُعيد تفعليه العام المنصرم بقرار من رئاسة مجلس الوزراء بعد تعيين أعضاء وعميد للمجلس. فما هو مجلس الاوسمة، لمن تُعطى هذه التكريمات، ووفق أي شروط، ومن هم الشخصيات الذين سيكرمون نظرا لجهودهم بمكافحة جائحة كورونا في القريب العاجل؟
يتولى إدارة الأوسمة الوطنية بإشراف رئيس الجمهورية مجلس يدعى “مجلس الأوسمة”، وقد عين مجلس الوزراء في العام المنصرم أعضاءه وهم: علي حمد، أنطوان شقير، عدنان ضاهر، العميد ميشال أبو رزق، العميد علي مكي، وتولى علي حمد عمادة المجلس.
ومن وسام الأرز الوطني الى وسام الاسير، يصل عدد هذه الاوسمة الى 21 ما بين وسام وميدالية، أهمها وسام الأرز الذي يشمل 5 رتب: الوشاح الأكبر، ضابط أكبر، كومندور، ضابط، فارس. يليه وسام الاستحقاق اللبناني (يشتمل على: الرتبة الاستثنائية، الوشاح الأكبر، أربع درجات عادية)، ووسام الفخر العسكري. يليها بالترتيب: الميدالية العسكرية (يمكن منحها بعد الوفاة) الوسام الحربي، وسام النسر للطيران، الوسام البحري، وسام التقدير العسكري، ميدالية الجدارة، ميدالية الامن الداخلي، ميدالية الأمن العام، ميدالية أمن الدولة، وسام الجرحى، وسام العمل، وسام المعارف، وسام الاستحقاق الصحي، وسام الاستحقاق الزراعي، وسام المعلم، وسام المغترب، ووسام الأسير.
أمّا الاوسمة التذكارية للعمليات الحربية فهي:
أ- ميدالية فلسطين التذكارية.
ب- وسام 31 كانون الأول 1961 التذكاري.
ج – وسام الوحدة الوطنية.
د- وسام فجر الجنوب.
الشروط القانونية العامة لمنح الاوسمة
تخضع الاوسمة والميداليات الى شروط عدة مذكورة بمواد بحسب المرسوم الاشتراعي رقم 122، نذكر بعضا منها:
المادة 15، يشترط فيمن يمنح وساماً:
1- ألا يكون محكوماً بجناية أو بإحدى الجنح المنصوص عليها في المادة 17 من هذا المرسوم الاشتراعي.
2- ألا يكون معزولاً من إحدى وظائف الدولة أو المؤسسات العامة تنفيذاً لحكم صدر بحقه أو لأسباب تأديبية أو لعدم كفاءة مهنية.
3- أن يكون حسن السيرة.
المادة 16: على المدعين العامين لدى المحاكم المدنية والعسكرية أن يودعوا مجلس الأوسمة خلاصة عن كل الأحكام الجنائية والجزائية الصادرة على حاملي أحد هذه الأوسمة.
المادة 17: إذا حكم على حامل وسام أو عدة أوسمة وطنية بعقوبة جنائية أو بإحدى الجنح الشائنة المنصوص عليها في القوانين اللبنانية أو إذا جرد من الجنسية اللبنانية حذف اسمه حكماً من الفئة أو الفئات التي ينتمي إليها وذلك لدى تلقي الاشعار بالحكم عليه أو بتجريده من الجنسية اللبنانية.
تنزيل الرتبة او الاقالة
وفي حال ارتكب حامل وسام أو عدة أوسمة وطنية جنحة غير شائنة لكنها لا تتفق مع حرمة الأوسمة، أو إذا ارتكب خطأ فادحاً نحو الشرف أو النظام أو الأمانة أو قواعد حسن السيرة والسلوك يمكن توقيفه موقتاً أو حذفه نهائياً من فئة أو فئات الأوسمة التي ينتمي إليها. وفي هذه الحالة وبحسب المادة 18، فإنه يقتضي على كل وزارة اطلاع السلطة التي منحت الوسام على العقوبات التأديبية المنزلة بحق حاملي أحد هذه الأوسمة وعلى الأخص: تنزيل الرتبة أو الإقالة.
وبالتالي، ينتج عن ذلك منع حمل الوسام والحرمان من الفوائد المتعلقة به، اما خلال مدة التوقيف أو بصورة نهائية، وينتج عنه أيضاً توقيف اجازة حمل أحد الأوسمة الأجنبية أو سحبها بصورة نهائية.
منح الأوسمة بعد الوفاة
وغالباً ما نسمع انّه تم تقليد أحد الاوسمة او الميداليات الى شخصية بعد وفاتها، وطبعاً يكون ذلك بحسب قرار يُتخذ لدى مجلس الاوسمة. ويعطى الوسام لعائلة المتوفي وبناءً لطلب من هذه الأخيرة ضمن الشروط التالية: للولد البكر للمتوفي إن كان بالغاً السادسة عشرة من عمره، وفي حال عدم وجوده يعطى حسب الترتيب التالي: للزوجة، للوالد، للوالدة، للأخ البكر، للأخت البكر على ألا يقل عمرها عن ست عشرة سنة. وتجدر الاشارة إلى أن الوسام لا يعطى لأحد الأفراد المذكورين أعلاه إذا كان محكوماً بجناية أو جنحة شائنة علماً أن إعطاء الوسام لا يخوّل حق حمله.
يمكن الاطلاع على كامل الاحكام والشروط والاوسمة، من خلال الدخول على هذا الرابط للمجلس على صفحة رئاسة الجمهورية.
http://www.presidency.gov.lb/Arabic/Pages/HonorsBoard.aspx#_Toc109233271
أمّا مهام المجلس فتنحصر ضمن، السهر على حسن تطبيق القوانين والأنظمة المتعلقة بالأوسمة، وكذلك السهر على معنويات مختلف الأنظمة واقتراح التدابير اللازمة للحفاظ على هذه المعنويات وذلك باختيار الاعضاء الصالحين واقصاء الاعضاء الذين يسيئون الى هذه الأنظمة. وإبداء الرأي بصورة الزامية في المشاريع التنظيمية المتعلق بهذا العمل، وكذلك الاقتراحات المتعلقة بمنح الاوسمة والتدابير التأديبية تجاه حاملي الاوسمة.
مجلس الاوسمة: قرارات جديدة
ولمعرفة إجراءات تفعيل عمل المجلس بعد إعادة تشكيله وأول المهام التي بدأ بها، قال رئيس المجلس علي حمد في حديث خاص مع “لبنان 24” إنّ منح الاوسمة يُعتبر من ايقونات سيادة البلد، كما العملة والعلم، مشيراً بداية الى انّ المجلس يرتبط ارتباطاً مباشراً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وأشار حمد الى انّ عمل المجلس كان متوقفاً منذ سنوات طويلة لعدم تعيين مجلس جديد على الرغم من تعاقب حكومات عدة، الى أنّ قرر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي العام المنصرم إعادة تشكيل المجلس، “وعينت على رأسه، وللمجلس اليوم الصلاحية في اقتراح أسماء او شخصيات لمنحها الاوسمة او الميداليات”.
وأشار حمد الى انّ المجلس قبل أشهر قليلة اجتمع وبحث في بنود جدول اعماله واتخاذ قرارات متعلقة بأوسمة الاسلاك العسكرية والأمنية، قائلاً: “تعني الاوسمة العسكرية العاملين في السلك الأمني كثيراً وهناك شخصيات كُثر معطلة ترقية اوسمتهم منذ أكثر من 5 الى 6 سنوات، وهم يستحقون الحصول عليها، لذا قررنا أن نبدأ من هنا وطلبنا من القيادات الأمنية المعنية سواء من الجيش او قوى الامن الداخلي والامن العام تزويدنا بأسماء العسكريين الذين يستحقون هذه الاوسمة ليصار الى تسليمهم إياها في القريب العاجل”.
مكافحة كورونا
كما تطرق البحث الأخير الى إمكانية اقتراح منح أوسمة لفريق العمل الوطني الذي بذل الجهود الممكنة لمكافحة جائحة كورونا. وعن الشخصيات التي ستكرم، أكد حمد: “طلبنا من وزير الصحة فراس الأبيض تزويدنا بأبرز الأسماء التي كان لها بصمات في مكافحة جائحة كورونا، وحصلنا على لائحة بأبرز تلك الأسماء، وإضافة الى الأسماء اقترحنا في المجلس أن يتم تكريم شخصيات معنوية ومنحها هذه الاوسمة كمستشفى الحريري والصليب الأحمر، أي تلك المجموعات التي وقفت صداً منيعاً في مكافحة كورونا وتستحق التكريم”.
وبحسب حمد فإنّ منح هذه الاوسمة والميداليات سيتم قريبا، لمنح من يستحق التكريم في حال استوفت هذه الشخصيات الشروط المطلوبة بحسب المرسوم الاشتراعي رقم 122.
