كتب محمد وهبة في “الاخبار”: خلافاً لما روّج في السنوات الثلاث الماضية، لم يحصل الانهيار في 17 تشرين الأول 2019. ما حدث يومها في الشارع، في الأيام الأولى، وفي الأيام التي تلت، سواء كانت تحرّكات عفوية أو مستغلّة أو موجّهة أو استغلت ووجهت لاحقاً، لا يمكن بأي شكل اعتبارها محطة الانهيار. حصل الانهيار قبل ذلك بكثير.
Advertisement
ولغاية اليوم، أي بعد مرور ثلاث سنوات، لا يقرّ غالبية المصرفيين بما حصل فعلياً بالنقاشات التي دارت فعلياً بينهم وبين حاكم مصرف لبنان في الولايات المتحدة الأميركية حيث كانوا يشاركون في اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. لكن بعضهم أفصح أخيراً عما حصل: «في الاجتماع الذي عُقد بحضور الحاكم دار نقاش بين المصرفيين حول الإقفال وضرورته. المصارف لم تقفل في عزّ الحرب، لكن الحاكم ضرب يده على الطاولة صارخاً: بدكن تسكروا». هكذا أقفلت المصارف أمام الزبائن 12 يوم عمل متتالية، لكنها لم تقفل بشكل كلّي بل كانت بعض الأقسام الداخلية تعمل وتنفّذ التحويلات إلى الخارج التي استفاد منها: مساهمو المصارف، سياسيون، زبائن محظيون. أحد أبرز الأمثلة أن واحداً من أمراء الخليج حصل على وديعته التي تفوق 220 مليون دولار. وهذا الأمر لا يعني أن المصارف لم تكن متواطئة، بل على العكس كانت المصارف مدركة تماماً لما يحصل. أحد أصحاب المصارف، وهو شاب ورث إلى جانب شقيقته، حصتهما في المصرف عن والدهما، يقول إنه كان يعلم منذ سنتين أن الأزمة آتية من خلال قراءة المؤشرات المالية والنقدية لكنه لم يستطع معارضة الحاكم.