Tout le monde a gagn

18 أكتوبر 2022آخر تحديث :
Tout le monde a gagn


من منا لا يتذكرّ جاك مارتان في برنامج l’école des fans، حيث كان جميع الأطفال المتبارين يخرجون بنجاح متساوٍ (tout le monde a gagné). وعلى طريقة مارتان حاول الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، أن يلعب الدور نفسه في “مباراة” لم تكن لتبصر نتائجها النور لو كان هناك رابح وخاسر. وهذا يذكرّنا بشعار الرئيس صائب سلام الذي رفعه في نهاية إحدى جولات الحرب في لبنان، وهو “لا غالب ولا مغلوب”.  

وفي مقابلة أخيرة له، قال هوكشتاين: “لم تحصل إسرائيل على كل ما تريده، ولم يحصل لبنان على كل ما يريده.هكذا تجري المفاوضات عادة”. وأضاف: “لقد كانت مفاوضات استمرت لما يقرب من 11 عاماً، وقررت تغيير المعادلة. لقد غيرنا المحادثات حتى يخرج الجميع منتصرين”.  (tout le monde a gagné). 
وتابع: “إسرائيل تريد حصتها الاقتصادية بالطبع، لكنها تريد حقاً استقراراً في البحر الأبيض المتوسط، وهيمنة إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط هي نتيجة لنجاحها الهائل في تطوير مثل هذه الكمية الكبيرة من الغاز الطبيعي”.أن الاتفاق البحري بين الجانبين مفيد لأمن إسرائيل”. وتابع: “خط الحماية لم يكن الحدود الرسمية بين لإسرائيل ولبنان، والآن وافق لبنان على الاعتراف به كوضع قائم بينه وبين إسرائيل، وهذا يتيح لإسرائيل القيام بدوريات على طول هذا الخط وإمكانية الإشراف عليه. هذا أمر عظيم بالنسبة إلى إسرائيل”. 
فبفضل هذا الإتفاق أصبحنا في لبنان نسمع كلمة “إسرائيل” أكثر من أي شيء آخر، أقّله بالنسبة إلى البعض، الذي لم يعد يدرج صفة “العدو الغاشم والغاصب” عندما يتحدّث عن دولة إسرائيل، التي حلّت في قاموس البعض كأمر واقع، بدلًا من إستعمال مصطلح “فلسطين المحتلة”. 
لم يكن كثيرون من اللبنانيين هواة حرب، من دون أن يعني ذلك بالطبع الإعتراف بإسرائيل ككيان طبيعي في جغرافية المنطقة، ولا حتى مجرد التفكير بالقبول بالتطبيع. فلبنان هو آخر دولة عربية يمكن أن تكون علاقتها مع إسرائيل طبيعية. وهذا يذكرّنا بالجدلية التي كانت قائمة بين مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري (هونغ كونغ)، ومشروع “حزب الله” (هانوي)، حتى أن البعض ذهب في هذا المجال أبعد من الرئيس الحريري عندما تحدّث عن ثقافة حبّ الحياة، وهذا كان يعني بضرورة العودة إلى إتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل، وأن تكون مقاومة لبنان ديبلوماسية، من خلال علاقاته الدولية والعربية. وهذا يذكرّنا أيضًا بقول “إن قوة لبنان بضعفه”، وهذا ما حاول “حزب الله” خلال أربعين سنة إثبات عكسه، حتى أن البعض يقول إن إتفاق الترسيم لم يكن ليبصر النور لولا تهديدات المقاومة القائمة على معادلة “توازن الرعب”. وهذه الفرضية لا تزال قائمة، كما يؤكد أكثر من قيادي في “حزب الله”، حتى يعمّ الإستقرار المنطقة الجنوبية من لبنان، التي كانت تعيش حتى الأمس القريب تحت هاجس التهديدات الإسرائيلية المتكررة، وهي التي عانت أكثر من غيرها من المناطق اللبنانية من الإعتداءات الإسرائيلية، جوًّا وبرًّا وبحرًا.   
وفي تعليقه على تأثير تهديدات “حزب الله”على المفاوضات البحرية، أوضح هوكشتاين قائلاً: “لقد أوضحت لي إسرائيل أنه لن تكون هناك مفاوضات تحت التهديد”.وفي إشارته إلى انتقاد إسرائيل لتوقيت الاتفاق قبل الانتخابات مباشرة، علق هوكشتاين قائلاً: “كانت لدينا فترة زمنية حرجة.. لو انتظرنا لما تمّ الاتفاق”. 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.