لم تمر جلسة انتخاب أمين سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان النيابية، مرور الكرام. فهي لم تكن جلسة عادية ولم تشبه الجلسة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري بعد الانتخابات النيابية في ايار 2021. فجلسة حزيران الماضي انتخبت خلالها، بالاقتراع، لجان المال والموازنة، الإدارة والعدل، الإقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه. اما جلسة الامس فانتخبت خلالها بالاقتراع لجنتا المال والموازنة والادارة والعدل، في حين فازت اللجان الاخرى بالتزكية. لكن المفارقة اليوم ان قوى التغيير التي كان من المفترض ان تتعلم من اخطاء جلسة حزيران لعدم تكرارها في جلسة تشرين الاول، فاجأت الجميع بانقساماتها ولعبة تصفية الحسابات بين بعضها البعض، حيث اتخذ عدد من نواب التغيير، عن سابق تصور وتصميم، قرار خوض انتخابات لاعضاء لجنة المال من اجل تطيير النائب ابراهيم منيمنة، بعدما كان اشعل قرار مشاركته في عشاء السفارة السويسرية غضب زملائه، فقرر المتضررون من مشاركة منيمنة رد الصاع صاعين ضده، فنجحوا في اخراجه من لجنة المال، حيث فاز النائب عدنان طرابلسي بدلا عنه، وحاز النائب مارك ضو على 22 صوتا ولم يتمكن من الفوز.
المعارك الوهمية التي تخوضها مجموعة من “نواب التغيير”، دفعت النائب ميشال الدويهي للاعلان في تغريدة عبر تويتر أنه خارج تكتل التغيير الـ 13 بصيغته الحالية نهائيا.
لن يكون الدويهي الاخير فالسبحة ستكر في الايام والاسابيع المقبلة. النائب ملحم خلف ليس مرتاحا لأداء عدد من زملائه “التغييريين”، وهم الذين طيروا المسعى الذي كان سيأتي به الى لجنة الادارة بدلا من النائب هاني قبيسي بموافقة رئيس المجلس النيابي نبيه بري. النائب منيمنة كان منزعجا وغاضبا مما حصل معه وتردد الى مسامع بعض النواب انه لن يشارك بعد الان في اجتماعات النواب الـ13.
في القاعة العامة أمس وفي الوقت الضائع بين الاقتراع والفرز. شهدت الجلسة، لقاءات وجلسات ثنائية وثلاثية. فالنائب وضاح الصادق الذي قال قبيل دخوله الجلسة “حزب الله منظمة ارهابية بنص اوروبا بس عم تشارك ونقعد معها على طاولة حوار بسفارة اوروبية وعلامات الاستفهام كبيرة على الموضوع!”، جلس لأكثر من ربع ساعة يتحدث والنائب حسن فضل الله على انفراد في زاوية من زوايا القاعة العامة. في المقابل جلس النائب الياس جراده الى جانب النائبين ابراهيم الموسوي وعلي فياض طيلة جلسة بعد الظهر، وعندما سئل عن ذلك، اجاب: ما يهمني هو مد الجسور مع الجميع، وقد اجلس الى جانب نواب التحرير والتنمية في جلسة مقبلة والى جانب نواب القوات ايضا وغيرهم من الكتل، فما يهمني الالتقاء مع الجميع في منتصف الطريق من اجل مصلحة البلد بعيدا عن منطق المعارك الوهمية والاستعراض و”السكوبات الاعلامية” .
وليس بعيدا، فإن دردشة طويلة حصلت بين فياض والنائب نعمة افرام، وبين النائبين سيزار ابي خليل وتيمور جنبلاط، وبين النائب طوني فرنجية ورئيس لجنة المال والنائب سيمون ابي رميا، وبين النائب ميشال معوض وعدد من نواب قوى التغيير، حيث كان يخوض مسعى يجنب المجلس مشهد الاقتراع في انتخابات اللجان، فتحدث مطولا مع النائبين مارك ضو ورامي فنج، في حين مازح النائب فضل الله معوض خلال فرز اسماء اعضاء لجنة المال عندما قال احدهم ان معوض حصل على68 صوتا، بالقول 68 صوتا لكي يكون عضوا في اللجنة مش اكتر و100 خط تحت عضو في اللجنة. اما النائب ياسين ياسين، فكان منشغلا طيلة الجلسة الصباحية حيث كان يدون على الاوراق العديد من الملاحظات المرتبطة بنصوص كانت امامه على اللابتوب الى جانب هاتفيه المحمولين، فكان بعيدا كل البعد عما يجري في الجلسة وكأنه يجلس في مكتبه.
اما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تحدث مطولا مع النائب وائل ابو فاعور، فالقى التحية على عدد من النواب الا انه تقصد السلام على النائب علي عمار، كما ألقى التحية على زملاء عمار في الكتلة ودردش معهم لدقائق معدودة ع “الواقف” .