لم يكن مفاجئا القرار الذي إتخذه النائب ميشال الدويهي باعلان انسحابه من تكتل النواب التغييريين، فمن خلال متابعة اطلالته الإعلامية الأخيرة قبل أيام قليلة عبر “الجديد” يمكن استنتاج عدم رضاه عن أداء زملائه في التكتل وعدم رضاه أيضا عن أدائه الشخصي ضمن التكتل.
والمعلن في كلام الدويهي ان خروجه من التكتل جاء بعد ضياع على أكثر من صعيد عاشه النواب التغييريون وتجلى في أكثر من إستحقاق لاسيما في جلسات انتخاب اللجان النيابية وفي الجلسات الإنتخابية الرئاسية.وفي هذا الإطار يقول مصدر مطلع ل” لبنان 24″ أن جوهر الخلاف بين الدويهي وتكتل النواب التغييريين، يتمحوّر حول الملف الرئاسي، فالدويهي ومن خلفه (مجموعة أسس) و (إئتلاف شمالنا) رفضوا من الأساس طرح اسم رجل الأعمال سليم إده باعتباره لا يمثل نفس الثورة التي يتحدثون باسمها، لكن الدويهي أقدم على انتخابه عملا بمبدأ الوحدة ضمن صفوف نواب التغيير”.
وأضاف المرجع ” على ما يبدو أن الاسم الجديد الذي سيطرح من قبل نواب التغيير سيكون شبيها بإده وهذا ما شكل علامة استفهام كبيرة عند الدويهي، الذي أعلن بشكل واضح أنه سيقوم بانتخاب رئيس يراه مناسبا خلال جلسة الخميس المقبل”.وأمام هذا الاعلان، تساءل بعض المؤييدين عن السبب الذي دفع الدويهي إلى عدم تسمية مرشحه علنا عملا بمبدأ الوضوح الذي تم انتخابه على أساسه”.ورأى المرجع ان”عدم تسمية الدويهي لمرشحه يعتبر واحدة من النقاط التي باتت تشكل علامات استفهام عند الجمهور الذي انتخبه.فالناخب في دائرة الشمال الثالثة الذي أدلى بصوته لإتلاف شمالنا والذي ساهم بوصول الدويهي إلى الندوة البرلمانية، يسأل اليوم عن الدور الفعلي الذي يمكن أن يؤديه الدويهي.كما يطرح علامات الاستفهام عن خياراته الاقتصادية والاجتماعية التي لا بد له من أن يعلنها بوضوح.ويتساءل الناخب ايضا عن التوجه السياسي العام الذي يراه الدويهي مناسبا للبلاد، إذ أن العداء لحزب الله لا يكفي وحده لتحديد الخطوط العامة والتفصيلية للعمل السياسي.
ولا يخفى على أحد أن الناخب في الشمال الثالثة يلاحظ عدم خبرة وأداءا إرتجاليا في الكثير من الأحيان، كما يلاحظ بعض التطرف في جملة من المواضيع.
لذلك وبناء على كل هذه التساؤلات، يبدو أن النائب الدويهي بحاجة إلى مصارحة ناخبيه بشكل جدي معلنا لهم خياراته التي لا بد لها من أن تترجم من خلال سلوكه وأفعاله.ويختم المرجع مشيرا إلى أن ” خروج الدويهي من صفوف تكتل النواب التغييريين لن يكون الأخير، فهل سيسهل هذا الحراك عملية انتخاب أحد المرشحين الحاليين لرئاسة الجمهورية؟