الفوهرر الباسيلي مزهوٌ بالترسيم ومستمر في تعطيل التشكيل بسلاح التوقيع الاخير

20 أكتوبر 2022
الفوهرر الباسيلي مزهوٌ بالترسيم ومستمر في تعطيل التشكيل بسلاح التوقيع الاخير


يريد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، المزهو بالترسيم، ان يحدد للبنانيين مصائرهم ومستقبلهم، وكأنه لم يكفهم ما عانوه، على مدى ست سنوات، من مصائب وويلات، اوصلتهم يائسين الى قعر جهنم، بحيث لم يعد يعنيهم بشيء “عرس قانا” الغازي والنفطي.
“فوهرر” الجمهورية لا يجد حرجا ان يهدد ويتوعد بأنه “إذا لم تتشكل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية”، كما قال بالامس في حديث تلفزيوني.
هكذا بكل بساطة، يهدد “حرتقجي الجمهورية” اللبنانيين ويتوعدهم، لمجرد انه لم يحصل على مبتغاه الحكومي، ويعطل كل مساعي رئيس الحكومة، بسلاح “التوقيع الاخير” لرئيس الجمهورية.
وبحسب التجارب السابقة، فان باسيل سيعمد الى استخدام التجييش الطائفي بحجة الدفاع عن “حقوق المسيحيين”، علما ان المسيحيين خصوصا، وعموم اللبنانيين لم يشهدوا في تاريخهم، حتى في عز الحرب، واقعا مذلا كالواقع الذي يعيشونه منذ ست سنوات.
وفي هذا السياق عمّم باسيل عبر مصادره “أن الوزراء المسيحيين المحسوبين على “التيار” ورئيس الجمهورية سيجمّدون نشاطهم في الحكومة بعد 31 الحالي، وبالتالي لا يمكن للحكومة بعد هذا التاريخ الاجتماع واتخاذ القرارات وتسقط الميثاقية”.
بالتوازي، وعلى رغم نفي اعلام” التيار”، فان المقربين من باسيل يتحدثون صراحة عن اتجاه “لتنفيذ اعتصامات واحتجاجات أمام السراي الحكومي”، في مشهدية مستعادة وممجوجة.
عمليا، ضجت وسائل الاعلام طوال يوم أمس بتسريبات حكومية “من كل حدب وصوب”، فيما الثابت حتى اللحظة ان الامور متوقفة عند اصرار باسيل، مدعوما بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أو نيابة عنه، على مطالبه التي تتجاوز التعديل الحكومي المنطقي، وفق تفاهم اولي تم بشأنه، الى السعي لفرض تغيير حكومي يتيح لباسيل التحكم بالحكومة او تعطيلها، في مرحلة الشغور الرئاسي المتوقع، وهذا امر لن يقبله رئيس الحكومة المصرّ على الحفاظ على التوازنات الدقيقة داخل الحكومة لضمان انتاجيتها.
وعند هذه المسألة، تراوح الاتصالات مكانها، بالتوازي مع “شروط باسيلية” قديمة او مستجدة، كمثل الاصرار على عدم منح الحكومة الثقة، وان تبقى اسماء وزراء” التيار والعهد لا فرق” سرية، لوضعها على الطاولة قبل دقائق من طبع مراسيم الحكومة، في اعتداء صارخ على صلاحيات رئيس الحكومة المكّلف.
ويرتقب ان تشهد الساعات المقبلة مزيدا من الاتصالات، فيما يسجل جدول رئيس الحكومة لليوم الخميس سلسلة اجتماعات وزارية ولقاءات في السراي الحكومي، يتخللها التكريم السنوي التقليدي للطلاب المتفوقين في الامتحانات الرسمية.
وعلى قاعدة “عند الامتحان يُكرَم المرء أو يهان” ينتظر رئيس الحكومة نتائج المساعي الحميدة، مكررا امام زواره انه ماض في عمله وفق احكام الدستور وما يقتضيه الواجب الوطني والاخلاقي، وان “الهوبرات والبطولات لن تجعله يغيّر قناعاته”.
اوساط حكومية مطلعة واكبت المسار الحكومي لسنوات ذكّرت بالتجارب الفاشلة السابقة ومن ضمنها مغامرة ” يلا يلا عالسرايا”، ونصحت “اصحاب الرؤوس الحامية او الفارغة” لا فرق، بأن تأخذ العبر وترعوي.