الرئاسة مؤجلة والسعودية تستعيد بعض حضورها!

20 أكتوبر 2022
الرئاسة مؤجلة والسعودية تستعيد بعض حضورها!


يستمر الكباش السياسي بين القوى السياسية الاساسية في اطار تحسين الشروط في المعركة الرئاسية الدائرة من دون ظهور اي بادرة  توحي بأن المجلس النيابي سينتخب رئيسا جديدا للجمهورية، الا ان الحراك السياسي المحيط بهذا الاستحقاق يدل على ان التسوية تقترب.

احدى اقوى المؤشرات السياسية التي توحي بإقتراب التسوية هي اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، الذي يعني ان الاميركيين ليسوا في وارد دعم اي توتر في المنطقة، لا بل ليسوا في وارد المخاطرة بمثل هذا التوتر من اجل الابقاء على الضغوط الاقتصادية في لبنان، وهذا يعني ان تسوية بحجم تسوية الحدود والغاز لا يمكن ان تمر من دون استكمالها بتسويات سياسية تدعمها.المؤشر الثاني هو الدعوة السويسرية للحوار، والتي بالرغم من عدم اكتمالها، الا انها تظهر النوايا الغربية تجاه لبنان، اذ ان سويسرا لها علاقات متينة مع الولايات المتحدة الاميركية وكذلك مع فرنسا، وهذا يعني ان حراكها السياسي في لبنان منسق بشكل كامل مع قوي دولية ترغب بتحضير الارضية السياسية للتسوية التي اقتربت.. 

المؤشر الثالث والاهم هو العودة الدور السعودي الى الساحة اللبنانية، فبعد سنوات من الانكفاء، بدأت السعودية توحي بأنها موجودة سياسيا في لبنان ولديها خطوط حمر واستراتيجيات عامة، وهذا يدل على ان الرياض لا ترغب في ترك الساحة لخصومها السياسيين في لحظة التحوّل الكبرى.تعمل المملكة على القيام بدور اكبر في لبنان من دون الانخراط في هذه اللحظة بالذات بالتفاصيل التي كانت تنخرط فيها قبل سنوات، بل تعمل على استطلاع الساحة السنيّة واعادة تكوين صورة متجددة عنها، خصوصا انها تتعامل مع القوى السنيّة بطريقة مختلفة اكثر انفتاحاً حتى مع خصومها السياسيين. العودة السعودية تدل على امرين، الاول هو انتهاء مرحلة الصدام الكامل بين المحاور والذي كان لبنان جزء منه، والثاني هو استعدادها لتكون جزءاً من التسوية السياسية المقبلة، اذ انها تسارع في المرحلة الاخيرة الى استعادة بعض زمام المبادرة وربط اي حوار او تفاهم بالخطوط الحمراء.. 

بالرغم من تفلت بعض الساحات في المنطقة، الا ان مناخات التسوية تبدو اقوى من اي تصعيد سياسي، وهذا ما ظهر في كل من العراق واليمن، وسيظهر حتما في لبنان خلال المرحلة المقبلة التي ستنضج فيها الخيارات والتوازنات الاقليمية والداخلية.