رحلات الموت في لبنان يوثقها فيلم.. طرابلس 06 يسردُ المأساة بـإبداع

21 أكتوبر 2022
رحلات الموت في لبنان يوثقها فيلم.. طرابلس 06 يسردُ المأساة بـإبداع


مأسويةٌ جداً قصص عمليات الهجرة غير الشرعية أو “رحلات الموت” التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة، إذ تكشفُ في طياتها عن معاناة لا تنتهي فيما تندرجُ الحكايا في إطارٍ قد يرويها التاريخُ لاحقاً حينما يوثّق تفاصيل أزمةٍ عاشها اللبنانيون بكافة مآسيها وخرابها.

 

بشكلٍ أو بآخر، باتت مختلف الأحداث التي يشهدها لبنان محطّ اهتمامٍ الإعلام العربي والدّولي في حين أن ملف الهجرة غير الشرعية في غياهب البحرِ القاتمة، كان الأكثر بروزاً مؤخراً. ولهذا، برزَ فيلم “طرابلس 06” الذي أنتجته قناة “الآن” في الإمارات العربيّة المتحدة، ليوثق وبقالبٍ درامي سرّ المعاناة التي يواجهها لبنانيون مع الهجرة، طارحاً القضية في إطارٍ يُجسدّ الواقع الصعب بكافة تفاصيله.
 

الأساس في هذا الفيلم أنه ركّز على مدينة طرابلس التي انطلقت منها العديد من رحلات الهجرة غير الشّرعية، فانطلق من قصة مقتبسةٍ عن الواقع في المدينة كاسراً كل الحواجز التي تُحاصر خفايا رحلات الموت ليكشفها بأسلوبٍ ينقل الصورة الحقيقيّة من دون أيّ تكلّف أو تصنّع.
 
كذلك، حمل الفيلم الذي عُرض في طرابلس، يوم السبت الماضي، على مسرح الرابطة الثقافية، رسالةً واضحة المعالم، أساسها أن المخاطرة في الهجرة ليست سهلة، وأنّ المأساة التي ترافق تلك الخطوة كبيرة جداً وبالتالي يجبّ وضع حدّ سريع لها وإيجاد الحلول، مؤكداً في الوقت نفسه رفض الاستغلال الذي يطال الناس من قبل المُهربين. 
 

فعلياً، قد يكونُ الفيلم بمثابة جرس إنذارٍ للناس لتوعيتهم حول ما تحمله الهجرة غير الشرعية من ويلاتٍ وأحزان. إلا أن الأهم هو أنّه استطاعَ أن يُحوّل المأساة إلى دراما توثيقيّة بإمكانها أن تؤثر في الرأي العام اللبناني والطرابلسي إيجابياً، لاسيما أن الناس ملّت “التنظير” والكلام، وباتت تحتاجُ إلى “الفن” والإبداع لاستيعاب رسالةٍ بهذا الحجم وهذا التأثير.
 

ورغم أن الفيلم كان من إنتاج قناة عربيّة، إلا أنه حملَ وبكافة تفاصيله بصماتٍ لبنانيّة، إذ أن مخرجه هو الزّميل وسيم عرابي في حين أن منتجه المنفذ هو الزّميل نبيل الرفاعي. ومع ذلك، تميز هذا الفيلم بمشاركة أكثر من 100 شخصية، والجميع من طرابلس، من بينهم النجم اللبناني سلطان ديب والممثلة المسرحية النجمة نور صابونة إلى جانب الممثلين شادري عرداتي، سليم جوهر، نزيه قمر الدين، والاطفال مجد العمر، عمر المصري، بسملة المصري وهايا المصري.
 
حقاً، ما يكشفه محتوى الفيلم إنّما يؤكد إصرار اللبنانيين على نقل معاناة وطنهم إلى العالم من دون أيّ قيودٍ تمنع الإبداع رغم المأساة. هنا، ما يتبين هو أن الجُهد الكبير الذي تم وضعه من قبل المخرج والمنتج والممثلين في الفيلم يعدّ جلياً في الصّورة التي قدّمها واستطاع نقلها خلال أوقات التصوير التي لم تتعدّ الـ3 أيام فقط.
 

في المُحصلة، يمكن لكلّ قصة في لبنان أن تتحوّل فيلماً حقيقياً يسرد المعاناة.. وبكل قوّة، ما يمكن تأكيده هو أن كل قصة في بلدنا يمكن أن تحمل رسالة توعوية للآخرين، بينما الأهم هو أن تكون الحلول قائمة بين كل مشهدية وأخرى، وهنا يمكن الوعي وحقاً يتحقق الانتصار وسط كل الأقدار… وفعلاً، هذا ما حقّقه فيلم “طرابلس 06” بقوّة الإبداع وثباتِ الحقيقة. 
 
تجدون الفيلم في الفيديو المُرفق أدناه: