لم تمضِ دقائق قليلة على إصدار مصرف لبنان تعميمه الجديد، اليوم الأحد، المرتبط ببيع الدولار عبر منصة “صيرفة” للمواطنين، حتى شهد سعر العملة الخضراء انخفاضاً كبيرا من 40500 ليرة إلى 36000 ليرة لبنانية في غضون ساعة.
وفي السياق، قالت مصادر مصرفيّة لـ”لبنان24″ إنّ “هذا الهبوط كان مُتوقعاً منذ فترة قصيرة”، مشيرة إلى أنّ “أغلب الصرافين شهدوا اليوم تهافتاً كثيفاً للمواطنين الذين بدأوا ببيع دولاراتهم في السوق”، وأضافت: “الدولار قد يتراجع اكثر خلال الساعات القليلة المقبلة، لكنّ هذا الأمر لا يعني انتعاشاً لوضع الليرة إذ أن هناك إمكانية لارتفاع سعر الدولار مُجدداً”.
وأوضحت المصادر أنّ إصرار مصرف لبنان على بيع الدولار عبر “صيرفة” قد لا يستمرّ لوقتٍ طويل، باعتبار أنّ السقف المحدد لذلك محدود، وتابعت: “المفاجأة الأكبر هي أنّ المصرف المركزي أصدر تعميماً يوم الأحد بينما كان من المُنتظر أن يحصل ذلك خلال أيام الأسبوع العادية”.
واعتبرت المصارف أنّ “الفترة المرتبطة بانتهاء عهد رئيس الجمهورية ميشال عون كانت كفيلة بتوقع السوق لهبوط سعر الدولار، وهذا أمرٌ كان محسوباً بشكل كامل. إلا أنه في المقابل، قد تكونُ هناك إمكانية لصعودٍ لاحق باعتبار أن السّيولة التي تُستخدم في تدخّل المركزي جاءت من السوق وبالتالي لا سيولة إضافية أو جديدة ستساهم في انتعاشٍ حقيقي وسط الاستمرار بالسياسات النقدية القائمة حالياً والتي أثبتت عدم نجاحها”.
بدوره، اعتبر الخبير الاقتصادي غسان ابو عضل، أنه من “الطبيعي ان تشهد السوق الموازية انخفاضاً كبيراً في سعر صرف الدولار، عقب التعميم الجديد من مصرف لبنان”، مشيراً إلى أن “البنك المركزي طبع بشهر واحد ما يقارب الـ24 مليار ليرة، وبالتالي فاذا اشترى بها دولار يكون قد اشترى بحوالي 600 أو 650 مليون دولار”.
وفي حديثٍ عبر “لبنان24″، لفت أبو عضل إلى أنه “من الطبيعي أن يتراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازية مع هذا التعميم، الا ان الطلب سيتزايد على الدولار، في وقت لا امكانية لمصرف لبنان لتأمين الدولار إلى حين انتهاء الكميّة المعروضة للبيع”.