كتبت سابين عويس في” النهار”: لم يقدِم الرئيس ميشال عون في الايام الاخيرة من عهده، باستثناء البحث عن انجاز، على اي خطوة تعكس رغبة في تسهيل التأليف، على ما تقول اوساط مراقبة. بل على العكس، هو أقدم على خطوات تستفز الرئيس المكلف الذي لا يزال يرأس حكومة تصريف الاعمال.
آخر هذه الخطوات تكليف نائب رئيس المجلس الياس بو صعب ترؤس الوفد الوزاري الى دمشق، علماً ان الوفد يضم وزيرين، احدهما هو وزير الخارجية، علماً أيضا ان قرار التكليف يجب ان يصدر عن الحكومة.غضّ ميقاتي النظر وسلٓم بمسألة التشاور بينه وبين الرئيس على تأليف الوفد، لكنه في المقابل، بدا غير مستعد للتسليم او تقديم أي تنازل في الملف الحكومي.يبدي ميقاتي طول اناة وصبر لافتين على مسار التأليف، ما فاجأ فريق العهد الذي كان يراهن على استسلام قريب تحت وطأة الضغط السياسي والنفسي. وفات هذا الفريق ان ميقاتي ينام على دعم طائفته اولاً، ودعم غربي ثانياً، واثباتات دستورية ثالثاً تؤكد صلاحية حكومته المستقيلة في ادارة شؤون البلاد وصلاحيات الرئيس، وتحمّل المسؤولية في هذا الصدد. يضاف الى ذلك ان دعم “حزب الله” لعون وفريقه بلغ بالنسبة الى المراقبين حده الاقصى، ولن يكون في امكان الحزب الحريص على تحالفه مع هذا الفريق المسيحي ان يبدي مزيداً من المرونة في مسايرة الشروط الباسيلية. ولا يبدو حتى الآن ان السعي الجدي الذي يبذله على خط التأليف قد خطا خطوات جدية في هذا الاتجاه.
في المقابل، يبدو واضحاً ان لا ميقاتي ولا رئيس المجلس نبيه بري على استعداد لمنح عون في الاسبوع الاخير من ولايته ما حجباه عنه في الاشهر الاربعة الماضية. كما يبدو جلياً ان ميقاتي ليس في وارد تجرّع الكأس المريرة التي تجرّعها قبله الرئيس تمام سلام في ادارة الشغور الرئاسي.في غضون ذلك، يمارس ميقاتي صلاحياته رئيساً للحكومة وينشط خارجياً، مقيماً على اقتناع بأن لا توجه رئاسياً للتأليف، فيما الكلام عن توقيع مرسوم استقالة الحكومة لا يغير في واقع الامر لأنه يؤكد المؤكد بأن الحكومة مستقيلة، وبتسليم من عون نفسه الذي، وبمجرد ان كلف ميقاتي تشكيل حكومة جديدة بعد الاستشارات النيابية الملزمة، سلٓم واعترف باستقالة الحكومة.في الموازاة، لفت بيان النفي الصادر عن بعبدا امس الاوساط المراقبة التي رأت فيه نوعاً من المهادنة او التراجع الذي يمكن ان يفتح الباب امام تحريك الملف الحكومي في الايام القليلة المتبقية. لكن تلك الاوساط تتساءل ما اذا كان الاوان قد فات على هذه المحاولة ام انه لا تزال هناك فرصة متاحة في ربع الساعة الاخير، معوّلة على النبرة الاميركية والفرنسية العالية الداعية عون الى التزام المهل الدستورية على الضفتين الرئاسية والحكومية على السواء.
تجيب الاوساط على نفسها بالقول ان اللعب على حافة الهاوية قد انتهى، تماما كما انتهى العهد!