عهد الانتحار السياسي.. والنحر الجماعي!

24 أكتوبر 2022آخر تحديث :
عهد الانتحار السياسي.. والنحر الجماعي!


كتب صلاح سلام في” اللواء”: القراءة الموضوعية للظروف والعوامل التي أدت إلى وقوع هذه الكوارث في عهد عون، تُبين بكل وضوح أن الإنحدار لم يبدأ عند دخول «الجنرال» قصر بعبدا، بل بدأ عندما أعلن صهره، وزير الطاقة يومذاك، الإنقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري من الرابية، وإسقاط إتفاق الدوحة، بالخروج عن أهم بنوده التي نصت على تعهد فريق ٨ آذار بعدم الإستقالة من الحكومة، مقابل الحصول على الثلث المعطل.

الواقع أن الإصرار على أبقاء البلد بمستوى حكومة تصريف الأعمال، وعدم المبالاة بحصول الشغور في رئاسة الجمهورية، ليس عملية إنتحارية لفريق العهد وتياره السياسي وحسب، بقدر ما هو نحر جماعي للشعب اللبناني الذي يعاني الأمرّيْن بسبب توالي الإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية، التي أوصلت البلاد والعباد إلى الإفلاس الراهن، وأسقطت الجميع في جهنم وبئس المصير، فيما سيد العهد وتياره يرمون المسؤولية على العهود السابقة، زوراً وبهتاناً، متنكرين لـ«النعيم» الذي كان في العهود السابقة، من كهرباء معظم ساعات اليوم، وإستقرار في الوضع النقدي والمالي، وبحبوحة في العيش إفتقدها اللبنانيون في عهد العتمة والأزمات المدمرة، فضلاً عن حالة الإنفتاح والتفاعل مع الأشقاء العرب، الذين لم يبخلوا يوماً بمساعداتهم ودعمهم للشقيق المشاغب على قياداتهم وأمنهم وإستقرارهم.
أما التهديد بنشر «الفوضى الدستورية»، فهو كمن يطلق رصاصة الرحمة على ما تبقَّى من مقومات الدولة، وعدم إنزلاقها إلى قاع الدولة الفاشلة، والتلذذ بآلام الناس وعذاباتهم في أقسى أزمة معيشية عرفها اللبنانيون منذ الحرب العالمية الأولى، قبل مائة عام ونيّف.
ورغم كل هذا الفشل، ومع كل هذه الإنهيارات المتوالية منذ بداية العهد الحالي، لا يتورع بعضهم عن الحديث عن «إنجازات الجنرال» حيناً، أو يردد مقولة «ما خلونا نشتغل» أحيانا كثيرة!
المهم، أيام قليلة ونطوي صفحة السنوات السوداء.. بإنتظار بزوغ الفجر الجديد مع العهد العتيد! 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.