بدء العد العكسي للشغور الرئاسي.. والجلسة الرابعة تشهد تصدّع نواب التغيير

25 أكتوبر 2022
بدء العد العكسي للشغور الرئاسي.. والجلسة الرابعة تشهد تصدّع نواب التغيير


يتسارع العد العكسي للدخول في مرحلة الشغور الرئاسي، خصوصاً وأنّ الجولة الانتخابية الرابعة أمس في مجلس النواب أبقت القديم على قدمه لناحية تشابه مجرياتها مع مجريات الجولات الرئاسية التي سبقتها.
وكتبت” النهار”: دارت فصول هزلية في الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية وهي جلسات، بالإضافة الى عقمها، باتت تشكل صورة مسيئة فعلا نظرا الى فولكلوريتها الفاضحة وتحولها الى جلسات منبرية تلفزيونية تتكرر فيها المشاهد، كما المواقف الرتيبة المملة فيما الفراغ الرئاسي صار من الان امرا واقعا. ومع ان رئيس مجلس النواب #نبيه بري لم يحدد بعد موعدا للجلسة الخامسة التي ستليها نظرا الى ان الخميس المقبل الذي كان الموعد المزمع تحديده للجلسة سيكون موعد الاحتفال في الناقورة بتبادل وثائق ترسيم الحدود البحرية بين الوفود اللبنانية والإسرائيلية والأميركية برعاية الأمم المتحدة، فان الانطباعات والمعطيات التي تركتها الجلسة الرابعة تثبت ان الفراغ الرئاسي بدأ يفعل فعله مسبقا في الأيام المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون بدليل دوران العملية الانتخابية في الجلسات على نفسها وانشداد الأنظار الى التطورات التي سترافق الأيام الأخيرة للعهد العوني على قاعدة الاعداد لمرحلة الفراغ الحتمي .

وعلم ان الرئيس بري وقع امس قانون السرية المصرفية وارسله الى الرئيس نجيب ميقاتي ليوقعه على ان يرسله الى الرئيس عون ليوقعه قبل انتهاء ولايته . وفي المقابل باشر بري جديا تحضيراته لعقد طاولة حوار تجمع رؤساء الكتل النيابية بعد انتهاء ولاية عون وبدأ استمزاج الآراء لانجاح المسعى الذي يعمل عليه .
وكتبت” نداء الوطن”: إذ تسرّع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في نهاية الجلسة بتحديد يوم الخميس المقبل موعداً جديداً لانعقاد الجولة الرئاسية الأخيرة قبل نهاية المهلة الدستورية، سارع نائبه بو صعب إلى “وشوشته” مذكراً إياه على الأرجح بأنّ الخميس سيكون “يوم الترسيم”، فأعاد بري الطلب إلى النواب عدم التقيّد بهذا الموعد وانتظار ما سيصدر عنه بهذا الخصوص في وقت لاحق.واستنسخت الجلسة الرئاسية أمس وقائع “مسرحية الورقة البيضاء وحرق الأسماء وتطيير النصاب”، مقابل محافظة تكتلات وكتل المعارضة على جدية ترشيحها وتصويتها للنائب ميشال معوّض، بينما برز خلالها وعلى هامشها اتساع رقعة التصدع والتشرذم بين صفوف تكتل “نواب التغيير”، الأمر الذي جسده خروج التجاذب بين أعضائها إلى العلن كما حصل بين النائبين وضاح الصادق وفراس حمدان أمام عدسات المراسلين الصحافيين، سيما وأنّ الصادق آثر التصويت لصالح معوّض في الدورة الانتخابية أمس رفضاً لاستمرار زملائه في التعاطي “بخفّة” مع الاستحقاق الرئاسي.وتمثلت هذه “الخفة” أمس بإصرار النواب التغييريين على التصويت لصالح عصام خليفة في صندوق الاقتراع رغماً عن إرادته وبخلاف مناشداته الصوتية لهم بعدم الاقتراع لاسمه، غير أنّ مصادر معارضة رأت أنّ “أخطر ما في هذه الخفة أنها لم تعد تجسّد تسجيلاً لموقف اعتراضي على أداء السلطة والمنظومة الحاكمة، بل أصبحت تشكّل “مطيّة” للجبهة النيابية العاملة على فرض الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، سيّما وأنّ النواب التغييريين الذين ضيّعوا أكثر من فرصة للتوافق ضمن المهلة الدستورية على مرشح مشترك مع سائر قوى المعارضة يحظى بأكثرية 65 صوتاً، بات أداؤهم أشبه بدور “الساعد الأيمن” لمخطط هذه الجبهة في إحداث الشغور”.
وكتبت” البناء”: اظهرت الجلسة مزيداً من التشرذم في صفوف تكتل التغيير، وشكل صفعة جديدة له بإعلان النائب وضاح الصادق بعد الجلسة خروجه من التكتل بعد خروج النائب ميشال الدويهي، وإذ أعلن الصادق أنه صوّت لميشال معوض قال: «انا نائب تغييري، ولكن خارج تكتل التغييريين».وقد حصلت مبارزة ومناظرة سياسية على الهواء في بهو المجلس بين النائبين الصادق وفراس حمدان، إذ قال الصادق للأخير: «امشوا بالديمقراطية». ما أظهر تحوّل تكتل التغيير الى أكثر من تكتل، فإضافة الى القسم الذي يضم بولا يعقوبيان وإبراهيم منيمنة وفراس حمدان وسينتيا زرازير والياس جرادي وملحم خلف وحليمة قعقور، خرق الصادق الصفوف وصوّت لمعوض، كما غرد النائبان مارك ضو ونجاة صليبا عون خارج السرب أيضاً بعدم التصويت لعصام خليفة وفق معلومات «البناء»، فيما غابت يعقوبيان عن الجلسة بداعي المرض، فيما أفيد أن غيابها رسالة احتجاج على الخلاف بين قوى التغيير وتشتتها.
وإذ أكدت مصادر نيابية في الحزب الاشتراكي لـ»البناء» أننا مستمرون بالتصويت لمعوض حتى حصول مستجدات تفتح الباب أمام توافق واسع بين الكتل على مرشح آخر، علقت مصادر نيابية لـ»البناء» على نتائج الجلسة الرابعة بالتأكيد على أن لا فريق يملك الأكثرية النيابية وبالتالي لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية على الآخرين، ما يستوجب التخلي عن الطروحات والشعارات التصعيدية والشعبوية والعودة الى الحوار الذي أعلنه الرئيس بري منذ الجلسة الأولى وتجاوبت معه كتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ولبنان القوي وغيرهم، ما يضع كرة المسؤولية عند الفريق الذي يطرح مرشحين لتمرير الوقت والمناورة السياسية.ورأت المصادر ان تراجع عدد أصوات معوّض واستمرار الخلاف داخل قوى التغيير وبينهم وبين القوات والكتائب، وعدم طرح فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر أي مرشح حتى الساعة، يشكل رسالة للجميع بأن لا إمكانية لانتخاب رئيس في المدى المنظور لا سيما بالتحدي والفرض، وبالتالي فإن الفراغ سيبقى الرئيس المقبل حتى اشعار آخر.
وكتبت” اللواء”: لم تحمل الجلسة الرابعة لإنتخاب رئيس للجمهورية، مع بدء العد العكسي لإنتهاء ولاية الرئيس عون في 31 تشرين الاول الحالي، اي تغيير في المشهد السياسي، اكان لجهة المضمون او الشكل بإستثناء بعض الانقلابات والتراجعات والمتغيرات داخل الكتل حيث سجل تصدعٌ في صف نواب التغيير وتراجعٌ في اصوات المرشح النائب ميشال معوض من 42 الى 39 ، ومع تطيير النصاب المنظم في الدورة الثانية، انتهت الجولة الرابعة من دون رئيس، ولا يبدو ان الجولة الجديدة ستحمل تغييرا في المشهد، بل تحول النقاش في أروقة المجلس الى موضوع الحوار، الذي يعول على رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة اليه، بعد 31، وبعد إستطلاع رأي الكتل النيابية، لمعرفة جدوى الدعوة من عدمها، لان محورها التوافق المسبق على رئيس جامع، لم تتظهر معالمه حتى الساعة، وقد يعتقد البعض انه مع اكثر من 45 جلسة عقدت قبل انتخاب الرئيس عون – ان الوقت لا يزال مبكرا – ولكن في المقابل فإن ما وصلت اليه البلاد لم يشهد له مثيل حتى خلال ايام الحرب المشؤومة، وهو ما تضعه المصادر في خانة الحالة الطارئة، التي لا تحتمل المماطلة، بغض النظر عمَّا يلوح به بعدم القبول بحكومة تصريف الاعمال لإستلام صلاحيات الرئاسة، وهو ما سيجعل المواجهة اكثر خطورة.وبحسب” الديار” فان الجديد في الجلسة، فكان تصدع كتلة «التغييريين» بخروج النائبين رامي فنج ووضاح الصادق من «السرب»، حيث صوّتا للنائب ميشال معوض، وسط فوضى عارمة تثير اكثر من علامة استفهام حول سرعة سقوط هذه «التجربة» التي اصابت الكثير من اللبنانيين «بالخيبة». وتأكيداً على تشرذم نواب «التغيير»، أعلن الصادق بعد الجلسة، أنّه صوّت للنائب ميشال معوّض، مضيفاً «أنا نائب تغييري خارج التكتل».