كتب صلاح سلام في” اللواء”: كتل النواب والسياسيين المخضرمين تُناور بكثير من الدهاء والخبث والذكاء، وكتل النواب الجدد، وخاصة التغييريين، ما زالت تتخبط في دوامة الضياع والشعارات التي لا تمتُّ إلى الواقع بصلة، غير قادرين على مغادرة عزلة المربع الذي حبسوا مواقفهم فيه.
لم يدرك بعد، الذين وصلوا إلى البرلمان على بساط الشعارات البراقة والوعود المعسولة، أن ثمة فارقاً كبيراً بين التنظير على قارعة الطريق، أو في الإجتماعات المغلقة، وبين التطبيق على أرض الواقع، بكل معطياته وتعقيداته، الأمر الذي يُعبَّر عنه في الممارسة السياسية بالمثل الشهير: روما من فوق غير روما من تحت!
وما يزيد المشهد دراميةً هذه الخلافات الصبيانية التي تدب فجأة بين النواب الجدد، تغييريين ومستقلين، حيث تُباعد بينهم المواقف المختلفة المشارب والأهداف، عوض أن يتمسكوا بوحدة الصف والكلمة حتى يستطيعوا أن يحققوا الفرق المنشود بينهم وبين المنظومة الفاسدة التي تُشاركهم الجلوس على المقاعد النيابية، والتي يفوق حجمها وتأثيرها في إتخاذ القرارات بكثير مقدرة النواب التغييريين، الذين لا يثبتون على موقف واحد.
وأصبح واضحاً أن هذا التصويت العبثي، والمتنقل من مرشح إلى آخر بين جلسة وأخرى، فضلاً عن إسقاط أوراق تحمل أسماء مبهمة في صندوقة الاقتراع، مثل «من أجل لبنان»، يُضعف الفريق السيادي والإصلاحي، ويُبدد أصواتاً تستطيع أن تُكمل الأكثرية المطلقة، كما ظهر في جلسة الأسبوع الماضي. في الوقت الذي يؤمِّن هذا التصرف غير المسؤول للفريق الموالي فرصة إلتقاط الأنفاس، وإدارة المعركة الرئاسية في أجواء مريحة ولصالح مرشحه.
لا ندري إذا كان أصحاب هذه التصرفات الطائشة يستحقون الدعاء: إغفر لهم يا أبتاه.. فهم لا يعلمون ماذا يفعلون،.. لأنهم مازالوا أغراراً في العمل السياسي!