يكثّف رئيس الجمهورية ميشال عون مساعيه من أجل تحقيق إنجازات جدية تُسجّل لعهده مستفيداً من كل الظروف المحيطة بلبنان والتي قد تدفع به نحو الاعلان عن انتصار سياسي بالتوازي مع انتهاء ولايته الرئاسية وقبل مغادرته لقصر بعبدا.
إحدى هذه المحاولات التي يقوم بها عون مرتبطة بعلاقته مع الدولة السورية، إذ إنه يسعى للاستفادة من هذه العلاقة لتحقيق إنجاز ما بترسيم الحدود البحرية مع دمشق مشابه لترسيم الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
ولعلّ زيارة الوفد اللبناني الى سوريا وعلى رأسه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لإجراء محادثات مع الجانب السوري بشأن ملف ترسيم الحدود الشمالية وبغض النظر عن حصول هذه الزيارة أو تأجيلها، يعطي “التيار الوطني الحر” هامشاً أوسع من المناورة الشعبية والاعلامية في بيئته المسيحية خصوصاً وانه يظهر ممسكاً بمواقفه (السيادية) وانه لا يزال متمايزا عن حلفائه في قوى الثامن من آذار.
وفق مصادر سياسية متابعة، فإن عون سيحاول في الايام المتبقية من عهده وفي المرحلة المُقبلة الاستفادة من علاقته بالدولة السورية من اجل تحقيق بعض المكاسب السياسية للبنان يربطها بعلاقاته مع حلفائه الاقليميين، وهذا ينطبق أيضاً على ملف النازحين السوريين الذي يعمل عون على تحقيق تقدّمٍ ملموس فيه.
وتؤكد المصادر أن عملية اعادة النازحين لم تكن لتحصل لولا الرغبة السورية الرسمية والضغط الذي يقوم به “حزب الله” في هذا الشأن عبر عدّة قنوات من بينها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم والعلاقة المباشرة مع دمشق. وفي كل الاحوال يريد العهد، بحسب المصادر، الايحاء للرأي العام انه قادر على تحقيق الانجازات متى سُمح له بذلك اقليمياً ودولياً.
من هنا لا تخرج زيارة الوفد اللبناني الى سوريا عن القرار والمسار السياسي للرئيس ميشال عون الذي سيحكم أداءه وخطابه في المرحلة التي تلي ولايته الرئاسية، حيث سيبدأ خطاباً سياسياً مختلفاً قد يبدو أكثر تصعيداً في الداخل لكنه سيختلف جذرياً عن الخطاب الحالي الذي بحسب المصادر قيّد عون وتياره طوال فترة وجوده في سدَة الرئاسة.