كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: لا بدّ من التوقف عند حالة نواب مجموعة الـ13 التي تستحق بعضاً من التدقيق. فهؤلاء أشبه ببازل غير متجانسة، لا بل طبق فتوش بمكونات مختلفة سرعان ما وقع قصرهم المبني على الرمال المتحرّكة. وهذه عينة من بعض الوقائع التي شهدها التجمّع مذ تأليفه التي تُبيّن أنّ تشظيه هو قدر محتوم:
– مع نشوء التكتل على قاعدة تجميع مكوناته «من كل وادٍ عصا»، حاول النواب الجدد مأسسة العلاقة في ما بينهم وقد جرى تشكيل أمانة سرّ سرعان ما صارت طاولة النقاشات العقيمة، فلا يأخذ النواب بأفكارها وطروحاتها (كالحوكمة الداخلية كآلية لاتخاذ القرار) ولا يستثمرون وجودها وكأنّ بعضهم تقصّد تجهيلها. ويتردد أنّها لم تعد تجتمع أصلاً.
– انطلق سيل الاستفهامات حول الجهة أو الجهات التي تحرّك التكتل مذ اسقاط اسم غسان سكاف لنيابة رئاسة مجلس النواب. قسم كبير اعترض، البعض سرد تبريرات غير مقنعة، لكنّ الجميع التزم برأي الأكثرية
– مع استحقاق رئاسة الحكومة، أسقط أيضاً اسم نواف سلام، من حيث لا يدري كثر منهم. بعضهم طرح ابراهيم منيمنة والبعض الآخر رفض الجمع بين النيابة ورئاسة الحكومة. توتر واشكالات و»حركات زعل بالباركينغ»… وبيان استباقي عن حزب «تقدم» بدعم سلام تبيّن أن نجاة صليبا لم تكن على علم به بينما «رفيقها» مارك ضو هو الأكثر حماسة للسفير السابق… وقد انتهت الجولة إلى خروج ثلاثة منهم عن الاجماع والتصويت بورقة بيضاء.
– يمكن تصنيف النواب 13 ضمن أكثر من مجموعة: ضو وصليبا يتفقان مع وضاح الصادق، ويتقاطع معهم أحياناً رامي فنج وفراس حمدان. فيما تجمع علاقة طيبة بين ابراهيم منيمنة وحليمة قعقور المفضّلة عند سينتيا زرازير. ميشال الدويهي سارع إلى التمايز، وهو أصلاً متمرّد على مجموعة «أسس» التي خاض المعركة باسمها بسبب عدم رضاها عن أدائه وعدم العودة إليها في قراراته، أسوة بما حصل مع «شمالنا» التي هي بالأساس اطار انتخابي، والتي لجأ إليها كغطاء سياسي لكنها انزعجت منه لأنه لم يبلغها مسبقاً بقرار انسحابه من التكتل. يتردد أنّه يفضل دعم ميشال معوض لكنه لا يجرؤ على فعلها لاعتبارات زغرتاوية.أما ملحم خلف فحالة بحدّ ذاتها ولو أنّ بولا يعقوبيان تحاول التقرب منه كما تفعل مع البقية وقد اتهمت أنّها تحرك التكتل إلى أن بيّنت الوقائع عكس ذلك. الياس جرادي حالة خاصة أيضاً وقد تعرّض لانتقادات كثيرة بسبب زيارته دمشق، فيما يصعب وضع ياسين ياسين في قالب محدد.