انحسرت الى حد كبير فرص تشكيل الحكومة، لكن المشهد السياسي الملبّد، قد يتبدل في الربع الساعة الاخير، إذا اقتنع “التيار الوطني الحر” بأن نمط فرض الشروط والمطالب لا ينفع، وان الضغط على رئيس الحكومة بتسريبات اعلامية مغلوطة عن ايجابيات مزعومة، لن يحجب الحقيقة التي باتت معروفة لدى الجميع وخلاصتها “التيار يريد ان يكون في الحكومة ومعارضتها في الوقت ذاته من خلال عدم منحها الثقة”.
وتقول مصادر حكومية معنية “ان رئيس الحكومة مستعد حتى الدقيقة الاخيرة من العهد لتشكيل الحكومة، ولكن العقدة ليست عنده، وهو ما ابلغه لجميع الوسطاء وسعاة الخير”.
في المقابل يعتبر مصدر سياسي “ان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، في اطلالته الاخيرة، ورغم “قفزاته المعهودة”، حاول المهادنة قليلا في مسألة حكومة تصريف الاعمال، وسلم بانتقال صلاحيات رئيس الجمهورية الى الحكومة عندما قال “إن حكومة تصريف الاعمال لا يمكن ان تمارس صلاحياتها الا بالمعنى الضيق”، وهذا مؤشر على انه بات مقتنعا بان لا جدوى من التصعيد”.
ويعتبر المصدر “ان مشهد الانقسامات السياسية لا يعني ان باسيل يتجه ليكون في المعارضة، فالمعارضة اليوم تضره أكثر مما تنفعه. فحكومة تصريف الاعمال تضم وزراء محسوبين عليه وبالتالي لا يزال معنيا بالشراكة فهو لن يستطيع الخروج من لعبة السلطة، خاصة وأن الشغور وحده سيدخل قصر بعبدا بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وليس رئيسا جديدا للجمهورية، وبالتالي فإن المواربة ستحكم علاقة باسيل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لكنه لن يقطع الجسور مع كليهما، ولذلك لن يأخذ خيارات حاسمة فهو معني بالرئاسة لكونه رئيس اكبر تكتل نيابي ومعني للحوار ويشكل عنصر أساس لنجاح الحوار أو فشله ولذلك لا يمكنه المقاطعة”.
في المقابل يسوّق “التيار الوطني الحر” لفكرة ان الرئيس ميشال عون سيعود للعمل السياسي التقليدي بعد انتهاء ولايته الرئاسية، وهذا سيعني انه سيكون اكثر تحررا في اتخاذ المواقف والقرارات.
لكن وبحسب مصادر مطلعة فإن باسيل يعمل على عقد سلسلة كبيرة من الاجتماعات تمهيدا للمرحلة السياسية التي ستلي انتهاء عهد عون وهذا ما يطرح تساؤلات كثيرة.
وترى المصادر ان باسيل سيأخذ دور عون السياسي حتى بعد عودته الى الرابية، اذ لا يبدو ان رئيس التيار سيترك اي تفصيل من دون ان يقرر هو فيه.