بعد نهاية العهد.. العلاقة بحزب الله مستمرة والثأر وارد

28 أكتوبر 2022
بعد نهاية العهد.. العلاقة بحزب الله مستمرة والثأر وارد


ينتهي عهد الرئيس ميشال عون خلال الايام المقبلة ويطوي معه مرحلة من تاريخ لبنان مليئة بالتطورات المصيرية التي كان لعون دور كبير في حصولها، او اقله حُّمل مسؤولية بعضها، الامر الذي ادخله، شاء ام ابى في صراع مباشر وغير مباشر مع معظم اللبنانيين والقوى السياسية الداخلية والاقليمية والدولية..

في السياسة استطاع العهد ان يتمايز عن حزب الله داخليا، لا بل وصل الامر به الى حد الافتراق في القضايا الداخلية. وقد عبر الرئيس ميشال عون بطريقته عن هذا الخلاف في مقابلته التلفزيونية امس، لكنه حافظ في الوقت نفسه على التحالف العميق مع حارة حريك وتقاطع معها في غالبية القضايا للاقليمية وان لم يعبر بشكل علني عن الموضوع.بعد انهاء ولاية الرئيس ميشال عون، سيستمر التحالف مع حزب الله، خصوصا ان “التيار الوطني الحر” يتحضر لمرحلة تصعيد كبيرة وهو يحتاج الى حليفه الوحيد، لكن في المقابل لا يبدو الحزب لا يزال قادرا على مواكبة “التيار” في خلافاته الداخلية خصوصا ان حلفاء الحزب يقفون في الخندق الاخر.

لن يفرط “حزب الله” بعلاقته السياسية مع “التيار”، حتى انه سيصبح اقدر على التعامل معه بعد نهاية العهد لان “التيار” سيصبح اقل قدرة على المناورة ولن تعود السلطة داعماً اساسياً له، لذا سيقدم تنازلات لم يكن ليقدمها في علاقته مع حليفه خلال تولي عون للرئاسة، وهذا ما سيريح الحزب الى حدود واسعة وسيجعله اكثر قدرة على تطويع حلفائه في بعض الاستحقاقات الاساسية.لكن في مقابل العلاقة شبه المستقرة مع الحزب، سيستمر الكباش والخلاف السياسي مع حركة امل، اذ يبدو ان “التيار” يمهد لمرحلة الثأر السياسي من الرئيس نبيه بري وسيعمل على عرقلة وصول اي مرشح يرغب بري بوصوله الى بعبدا، كما سيعمل “التيار” على تعطيل اي مشروع سياسي  لبري، في محاولة “لرد الصاع صاعين” كما يعبر احد قياديي التيار.ستستمر مرحلة بعد العهد لعدة اشهر قبل ان يستوعب العقل السياسي ل” التيار” التموضع الجديد له، خصوصا انه في الايام المقبلة سيكون محاجة الى توسيع دائرة حلفائه لا تضييقها، لذلك فإن تطور علاقته بالحزب قد يكون بإتجاه الجانب الايجابي وكذلك بما يخص افرقاء قوى الثامن من اذار الذين تربط بعضهم علاقة مقبولة بالرابية.

هكذا ينهي العهد ايامه الاخيرة من دون تحالفات فعلية، وحده “حزب الله” يمنع العزلة عن “التيار الوطني الحر” في حين ان الاشتباك السياسي المقبل قد يزيد من الازمة العونية، وقد يفتح له ابواباً كانت حتى الامس القريب مغلقة ولا يمكن اختراقها…