حزب الله والرئيس المُختار

29 أكتوبر 2022
حزب الله والرئيس المُختار


بالتوازي مع عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، وبمعزل عن ما إذا كان الحظّ سيحالف البلاد ويصار الى تشكيل حكومة “الربع ساعة الاخيرة” وعن مسار المرحلة المُقبلة في الحياة السياسية اللبنانية، يبدو أن قوى الثامن من آذار تحاول الايحاء بشكل واضح برغبتها بأن يكون للبنان رئيس توافقي بين جميع القوى السياسية.
 
هذه التأكيدات التي يعلنها “حزب الله” بشكل أساسي وهو القوة الاكبر في فريق 8 آذار، توحي بأن الحزب لا يريد الذهاب باتجاه المواجهة السياسية الكبرى، ولا يرغب بإيصال رئيس مؤيد له أو من عُمق تحالفاته الى رئاسة الجمهورية. وهذا الامر يطرح عدّة تساؤلات عن سبب هذا التوجّه وعن ما إذا كان تراجعاً تكتيكياً للحزب في المسار الرئاسي.
 
يعتقد بعض المتابعين بأن “حزب الله” يحاول قدر الامكان الابتعاد عن الواجهة السياسية كي لا يتحمل مسؤولية التدهور السياسي والاقتصادي الذي بات معظم اللبنانيين يحمّلونه جزءاً من مسؤوليته. لذلك فهو من خلال تأييده لوصول رئيس توافقي يبتعد نسبياً عن “بوز المدفع” وعن تحمّله لوزر الاخفاقات التي قد يسقط فيها حلفاؤه في المرحلة المقبلة.
 
لكن هذه النظرية تتناقض مع تسريبات تؤكد بأن “حزب الله” لا يزال ساعياً الى وصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة وهو يعمل على ذلك من خلال وساطة بين رئيس “تيار المردة” ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. لذلك فمن الممكن أن يكون “الحزب” يعمل على تمرير الوقت بشكل او بآخر من اجل الاستفادة من التطورات المقبلة.
 
تشير مصادر مطّلعة الى أن “حزب الله” يرى أن التطورات الاقليمية والدولية وحتى التوازنات الداخلية ستتبدّل مع مرور الاشهر، وان الفراغ الرئاسي سيصّب في النهاية في مصلحته ليتمكّن من دون جهد المساهمة بإيصال رئيسه “المُختار” الى قصر بعبدا، وهذا الامر يتطلب المزيد من الصبر. ودليل على ذلك عدم اعلان الحزب اسم مرشحه حتى اللحظة والاكتفاء بالورقة البيضاء.
 
وترى المصادر أن “حزب الله” لا ينوي حرق أي من أسماء مرشحيه المفترضين، لذلك فهو يرغب قبل الاعلان عن مرشحه ان يضمن له اكثرية ما، ليس بالضرورة أكثرية الثلثين لكنه يضمن له اكثرية النصف زائدا واحدا، وهذا امر ممكن في حال حصول اتفاق بين جميع حلفائه، وعندئذ يصبح الفريق الاخر هو المعطّل الرئيسي لانتخاب رئيس جديد، وهذا من شأنه أن يفيد “الحزب” اعلامياً وسياسياً بشكل كبير.