حوار الملف الرئاسي بين التأييد والاعتراض:هل يأخذ مداه أو يعلق ؟

30 أكتوبر 2022
حوار الملف الرئاسي بين التأييد والاعتراض:هل يأخذ مداه أو يعلق ؟


ما سجل في الأيام الأخيرة الماضية من مواقف حيال طرح الحوار الذي تقدم به رئيس مجلس النواب نبيه بري بهدف احداث خرق في مشهد الاستحقاق الرئاسي يؤشر إلى أن الكتل النيابية لا تسير على الموجة نفسها من هذا الطرح، فلكل كتلة هواجسها من الدخول في حوار ليس بمقدوره الخروج بحلول لأي معضلة. في المقابل هناك كتل لا تمانع المشاركة في الحوار تحت عنوان الخوض في تجربة لا تعكس أي سوء ،طالما أن الغاية الأساسية هي الوصول إلى قواسم مشتركة.

والأرجح ان هذا الحوار سينطلق بصورة تشاورية قبل ان يتحول إلى أي شكل آخر، مع العلم ان أي حوار منقوص لن يعقد وفق ما هو ظاهر ، وعلى ما يبدو فإن هذا الموضوع قد يأخذ مداه في المرحلة المقبلة ويشكل محور الحديث السياسي ، في ضوء الشغور الرئاسي المرتقب .لكن هل يخدم الحوار الهدف المنشود في انتخاب رئيس جديد للبلاد؟تقول مصادر سياسية مطلعة أنه من الصعوبة بمكان الحكم على تطور مساره، فأي حوار ناجح يتطلب أن تكون عناصره فعالة والمشاركة قائمة على تنازلات معينة والا فكيف يحقق الغاية المنشودة منه ، مشيرة إلى أن الحوارات السابقة حتى وان ساهمت في تهدئة المناخات المتشنجة لكنها لم تزل الانقسام بين معظم الأفرقاء. ومن هنا ينظر البعض إلى فكرة الحوار كفكرة مكررة لا تقدم ولا تؤخر، ويعود بالذاكرة إلى سنوات خلت والى مواقف صاخبة انتهت بتعليق النقاش في نقاط محددة .
اما اذا كان الحوار أو التشاور حول الانتخابات الرئاسية في مجلس النواب ، سيقوم على مقاربة جديدة، فالامر غير معروف بعد، ومع تحديد بعض الكتل توجهاتها حياله، تتضح الصورة . والخيار يقوم اما بالسير بالطرح أو تأجيل الموعد لبعض الوقت بهدف استكمال بعض التفاصيل ، إذ لا يمكن أن يقوم تشاور بين القريق الواحد فحسب، لأن المطلوب جمع التناقضات ومعالجة العقبات والعوائق. وهناك فعلا مَن بدأ يؤيد الفكرة فيما يعارضها آخرون.
وتعتبر المصادر أن الأسبوع المقبل من شأنه أن يرسم الخطوات اللاحقة، مع إدراك رئيس البرلمان أن أي تحريك لملف الانتخابات الرئاسية وإن بنسبة قليلة أفضل من عدمه ، لكن هذا لا يعني أنه لن يدعو لأي جلسة لانتخاب الرئيس وفق الدستور، خصوصا وأن دوره أساسي في هذه الفترة بالذات .
وتتحدث المصادر عن مواصلة عين التينة جس النبض من موضوع طرح الحوار ، وتلفت إلى ان الرئيس بري ماض في تدوير الزوايا وإن رفض الاستجابة لمسعاه لن يكون نهاية المطاف، ففي جعبته استنباط للأفكار عند اللزوم . وتدعو إلى انتظار ما قد يرفد فكرة الحوار ،وسط معطيات تتحدث عن تحركات مستقبلية لقيادات في حال بقي ملف الرئاسة عالقا وطال امد الفراغ .

حتما لن ينجح أي حوار من دون توفير المقومات المطلوبة له ووفق قواعد التفاهم على مبادئ تشكل نقطة الانطلاق نحو الحل ولو بعد حين.