للمرة الثالثة يستعيد العونيون اليوم مشهد “بيت الشعب” على وقع تصعيد غير مسبوق يرافق نهاية ولاية الرئيس ميشال عون. تصعيد منسق بين عون والنائب جبران باسيل سيكون مقدمة لما ستكون الحال عليه من الرابية مع تحرر عون من الرئاسة وقيودها، و”بشرى” المناصرين والمحاربين عن عودة “جنرال الرابية” الى طبيعته وسابق عهده.
يعرف جيداً الرئيس عون ان مرسوم قبول استقالة الحكومة يكون دائماً متلازماً لمرسومي التكليف وتعيين الوزراء الجدد. من هنا تشير مصادر متابعة ان تسريبات باسيل تارة بتوقيع الرئيس عون قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وطوراً بمقاطعة الوزراء المحسوبين عليه اي جلسة يدعو اليها الرئيس ميقاتي “إما ضغط على الرئيس ميقاتي للقبول بشروط باسيل أو فصل من فصول تصعيد يوصل الى فوضى”، رغم كل المساعي التي يبذلها “حزب الله” لتقريب وجهات النظر علّ الحكومة تتشكّل غداً الاثنين.
لكن في حال تعثرت كل المفاوضات والمساعي، هل سيتضامن الحزب مع حليفه باسيل في مقاطعة وزرائه الجلسات الحكومية في حال تمت الدعوة الى عقدها؟ تشير مصادر مقربة ان “حزب الله” لم يتخذ اي قرار بعد في مقاطعة وزرائه اي جلسة تكون فيها مصالح المواطنين والبلاد على المحك. وتؤكد ان همّ الأخير “تسيير شؤون الناس والبلاد عبر تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، وهو يحاول تخفيف الشروط علّ الحكومة تبصر النور في الساعات الاخيرة قبل انتهاء ولاية الرئيس عون”. وهو في الوقت عينه يحاول تدوير الزوايا بين حلفائه، تحديداً بين باسيل وفرنجية محاولاً جمعهما مجدداً، على وقع سجال عنيف مستجد بين باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مما يجعله محرجاً جداً نتيجة هذا السجال. فباسيل ومن خلفه الرئيس عون اللذان يتهمان بري بعرقلة العهد وتكبيله، وهو امر تعيده المصادر الى عدم قبول السيد حسن نصرالله طلب باسيل الضغط على بري في لقائهما الاخير، رغم حرجه بعدم امكانه تلبية كل طلبات حليفه، وهو الرافض سياسة التعطيل.
في انتظار مساعي الساعات الاخيرة الحاسمة الاثنين، اليوم احتفال عوني يواكب خروج الرئيس عون من بعبدا، وغداً تتجه الانظار الى الرابية مع عودة “جنرالها” مصحوباً بحشد شعبي وسقوف عالية.