مسار من الفشل.. وإلقاء المسؤولية على الآخرين

31 أكتوبر 2022
مسار من الفشل.. وإلقاء المسؤولية على الآخرين


كتب صلاح سلام في” اللواء”: غريب أمر بعض السياسيين، المستغربين هذا الخروج الإحتفالي المفتعل للعماد ميشال عون من قصر بعبدا، عشية إنتهاء ولايته الرئاسية، والخطاب الخارج عن الأصول واللياقات والأعراف المعمول بها في مثل هذه المناسبات.

ويبدو أن البعض تناسى طبيعة ذهنية العسكري القادم إلى السياسة من ساحات المعارك الخاسرة، والذي كان في كل مرة يُطلق الشعارات الطائفية الرنانة، ليشد العصب حوله، ويحوّل هزائمه إلى إنتصارات وهمية.
خاض «حرب التحرير» ضد سوريا، وتوعد بتكسير «رأس حافظ الأسد»، وعند إشتداد القصف المتبادل على أحياء العاصمة، لم يتورع عن الكلام من نوع: أن بيروت تهدمت سبع مرات ولا مشكلة إذا تهدمت للمرة الثامنة!
وعندما فشلت حربه ضد حافظ الأسد، إرتدّ إلى شريكه في السلطة في المناطق المسيحية: القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع، رغم التفاهمات التي عقداها أواخر أيام عهد الرئيس أمين الجميل.
أطلق «حرب الإلغاء» ضد القوات اللبنانية، التي كانت عملياً حرب إلغاء للمجتمع المسيحي، وحرب تدمير للمناطق المسيحية التي بقيت بعيدة عن أوار الحرب الأهلية خمس عشرة سنة. سقط الآلاف من الشباب المسيحي من الجانبين، وإنتشر الخراب والدمار في المناطق المسيحية الممتدة من بيروت الشرقية حتى كسروان وجبيل والمتن والجرود العالية، وإستمرت المعارك بضعة أشهر دون أن يستطيع «الجنرال» كسر شوكة القوات، ولكن المسيحيين دفعوا الأثمان الغالية من أرواحهم وممتلكاتهم، وهجرة النخب والعائلات برمتها، والتي عُرفت لاحقاً بالهجرة المسيحية الثانية، على إعتبار أن الأولى كانت في بدايات سنوات الحرب الأهلية.
ولم تكن معارك «المتمرد» في قصر بعبدا السياسية أفضل من العسكرية.
عارض ذهاب النواب إلى مؤتمر الطائف للمصالحة الوطنية، والذي أنهى الحرب البغيضة، وأسس لدستور الجمهورية الثانية في عهد الإستقلال. وعندما أعلن النواب عن التوصل إلى إتفاق الطائف بادر عون إلى نسف وإحراق منازل النواب المسيحيين في مناطق سيطرته، مهدداً سلامة نسائهم وأطفالهم، ومانعاً النواب من العودة إلى بيوتهم.