تدشين الفراغ بوداع احتفالي لا يحجب السؤال الاساسي: ماذا حققت؟

31 أكتوبر 2022
تدشين الفراغ بوداع احتفالي لا يحجب السؤال الاساسي: ماذا حققت؟


من حق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يزهو بعهده وبتياره السياسي وبمناصريه وبصهره أيضا، ولكن من حق اللبنانيين أن يسألوه، في نهاية ست سنوات أمضاها في رئاسة الجمهورية، عما حقق وأنجز، وعما حلّ بهم من ويلات ونكبات.
طبعا ليس فخامته مَن يتحمّل وحده مسؤولية ما حصل، ولا حتى صهره “سندة ضهره او قاطع ضهرو، لا فرق”، ولكن ليس من حقه أن “يغسل يديه” ويتبرأ من “دم” الشعب اللبناني البار على غرار بيلاطس البنطي، ويوجه اتهاماته الى “اليوضاسيين” كما اسماهم صهره، وهو المُتهم من قبل كثيرين بأنه “يوضاس القضية والنضال”.
مَن تابع مشهد القصر الجمهوري بالامس ممن عايش مسيرة عون، يستعيد ثلاث محطات بارزة: الاولى عندما تسلم رئاسة الحكومة الانتقالية عام 1988، فلم تمض أشهر قليلة حتى اندلعت حربان مدمرتان قطعتا ظهر “المنطقة الشرقية” وطالت حمم مدافعها العديد من المناطق اللبنانية، لتنتهي برسم خط تماس اضافي فصل بين الاخوة- الاعداء.
المحطة الثانية امتدت منذ مرحلة اتفاق الطائف وحتى 13 تشرين الاول 1990، وكانت حافلة بالكثير من المرارات والاحزان وايضا بـ” البطولات المزعومة” التي انكشف زيفها لاحقا بالمحاضر المنشورة عن اتفاقات تحت الطاولة وتفاهمات الضرورة. وقد انتهت هذه المرحلة بمرارة ما بعدها مرارة وبخسارة ارواح بعضها لم يكشف مصيره حتى اليوم.
أما مشهد الامس فلم يختلف عن 13 تشرين 1990 الا شكلا، فالحشود اتخذت الوضعية ذاتها في باحات القصر، والهتافات والاناشيد كانت ذاتها، مع فارق في الشكل، ان الاعلان عن الفراغ في القصر الجمهوري في  13 تشرين  1990 كان ببيان صوتي مقتضب من سفارة على وقع حمم النار ورائحة الموت، فيما الاعلان عن فراغ 31 تشرين الاول 2022، تم في خضم أزمة لم يشهد  لها لبنان مثيلا في تاريخه، وبمشهدية احتفالية مسرحية تشبه ما كتبه “الاخوين رحباني”: خلصت الحفلة خدني لعندك يا جدي. المجنون الو حق يحاكم العالم.  الطيارات رماديي متل الترغلي.  انفجار القنابل فضي بلون الشمس. ناس بالخنادق،  ناس بالبارات.العدالة كرتون، الحرية كذب .صار الحبس كبير  وكل حكم بالارض باطل.حّلو يطلع الضو. كاسك يا جدي”.
 

المصدر:
لبنان 24