كتب فادي عيد في “الديار”: ينقل بأن مشاورات كثيفة ستحصل في الأيام القليلة المقبلة، لا سيما بين ميقاتي وبري، ورئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، وثمة من يشير إلى أن حزب “القوات اللبنانية” غير بعيد عن هذه الأجواء، بحيث أن رئيس لجنة الإدارة الإدارة والعدل، نائب رئيس حزب “القوات” النائب جورج عدوان، يتواصل مع رئيسي المجلس والحكومة ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط، بغية الوصول إلى اتفاق يرضي الجميع على إنقاذ البلد وانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، وكي لا يعطى أي لقاء أبعاداً طائفية ومذهبية.
Advertisement
ومن هنا، أشارت مصادر متابعة إلى أن ميقاتي تواصل مع “القوات” و”الكتائب” بعد زيارته الأخيرة لبكركي، من أجل تحصين موقف حكومته مسيحياً، وقطع الطريق على الرئيس عون ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، لكنها اعتبرت أن الفراغ سيطول، لأن المسألة غير مرتبطة فقط بالتواصل الداخلي، إذ لها أبعاد دولية وإقليمية، إضافة إلى اعتبارات لدى بعض الأطراف التي لا يمكنها أن تتخلى عن حلفائها.
فهذه التعقيدات مجتمعة تحتاج إلى نضوج التسوية، تضيف المصادر، لكن المخاوف تكمن في أن يؤدي هذا الوقت الضائع إلى خلل أمني وإلى فوضى جراء الأزمة الإجتماعية والمعيشية وتكاثر أعمال السرقة والنهب، وفي هذا الإطار، برزت حركة تصبّ في خانة الأمن الذاتي، مدعوماً من بلديات وقوى الأمر الواقع، ودون أي ممانعة من سلطات تعتبر رسمية، أي أن البلد قد يذهب في أي توقيت إلى الإنفجار الشامل في حال تأخّر انتخاب الرئيس العتيد، وبقي السجال السياسي قائماً، خصوصاً أن المواقف الأخيرة ذكّرت اللبنانيين بحقبة أواخر الثمانينات، وكأن شيئاً لم يتغيّر سوى وقف أصوات المدافع.