كتب صلاح سلام في” اللواء”: تجاوزت الحملة الشعواء التي يقودها جبران باسيل شخصياً، لتبييض صفحة «الرئيس القوي»، الخطوط المعهودة في البروباغندا السياسية، إلى استسهال توجيه تهم من نوع الغدر حيناً، والخيانة أحيانًا، ضد الأكثرية الساحقة من القوى السياسية والحزبية، وكأن التيار وجماعته حافظوا على ممارساتهم النظيفة مثل بياض الثلج، والآخرون إرتكبوا كل الموبقات والصفقات، تحت عيون الحكم القوي، وأكثريته الوزارية والنيابية!
لا يجوز الإستخفاف بعقول اللبنانيين إلى هذا الحد الفاضح والوقح، وكأن الناس في لبنان، تحت وطأة الأزمات والمآسي التي عاشوها في السنوات الست الماضية، أصبحوا جماعات من السذج، والفاقدين للذاكرة، والغائبين عن الوعي!وتكشف مراجعة سريعة للمحطات المفصلية في مسيرة العهد العوني، مَن كان المبادر في الغدر بحلفائه، ومن كان يُفرّط بتعهداته، ومن كان يفرض على الآخرين قراراته وخياراته السياسية والإقتصادية التي أوصلت البلد إلى الإفلاس الحالي.
في الأسابيع الأولى نفض فريق العهد يده من إتفاق معراب لتقاسم السلطة بشكل ثنائي وأناني، وأعاد العلاقات مع القوات إلى مرحلة الخصومة المريرة المخضبة بدماء الحقد والكراهية، ولم يصمد شعار «أوعى خيّك» حتى يجف حبره.
غامر رئيس تيار المستقبل بكل رصيده الوطني والخارجي، وعرّض زعامته للإهتزاز ثم للأفول، مقابل التسوية التي عقدها مع جبران باسيل لتأييد وصول الجنرال إلى بعبدا، فكان أن «عصروا» صلاحيات رئيس الحكومة وجيّروها لباسيل وفريق المستشارين، ولم تشفع كل تنازلات الحريري له عند إنفجار ثورة ١٧ تشرين، بأن يتولى إستيعاب الحراك الغاضب بسلسلة من الإجراءات ذات طابع إصلاحي، فبادر باسيل وجماعته إلى إجهاضها، لأنه كان المُستهدف الأول في شعارات الثورة التي إنطلقت بـ«هيلا هيلا هوب…» والبقية معروفة.