الطائف وحزب الله: الأعراف أقوى من النص

9 نوفمبر 2022
الطائف وحزب الله: الأعراف أقوى من النص


كتبت هيام قصيفي في”الاخبار”: منذ زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، بعد انفجار المرفأ، وكلامه عن النظام اللبناني، ودعوات داخلية صدرت عن بكركي قبل أن يقفل الباب عليها حول عقد لبناني جديد، تجدّد الكلام عن مصير “اتفاق الطائف”الذي تراوح تطبيقه بين التزام بالنص وبين أعراف طُبّقت على مدى سنوات الوجود السوري في لبنان وحكم الترويكا، قبل أن يصبح حزب الله في عين الانتقادات بعدما فتح موضوع المثالثة. والمفارقة اليوم أنه مع الكلام المتجدّد عن الطائف ومحاولة باريس التنصّل من أي محاولة لتعديله، دخل الحزب على خط الموجة الجديدة، رغم أنه في العادة كان يتفادى التعليق على اتهامات طاولته. وبالحد الأقصى كان كلامه في بعض المناسبات مختصراً ومحاولاً إبعاد الاتهامات عنه.

بالنسبة الى سياسيين رافقوا مسار الحزب في تعاطيه مع الاتفاق، عن التوقيت الحالي الذي يجعل الحزب يردّ على اتهامات تصوّب عليه، هو أن الحزب اليوم يتصرّف من منطلق المناسبة التي أعادت تعويم الطائف، لأن الكلام الدولي وليس الإقليمي فقط جدّي، وهو أمر قد يكون مطروحاً بقوة على أي طاولة مفاوضات حول الوضع الداخلي، والحزب اليوم يرى في موقفه مصلحة تتعلق بتهدئة صورته وموقعه بعد فتح أقنية تهدئة واتصالات خارجية. ثانياً، إن الحزب يتصرف من منطلق قوة في عدم رغبته بتعديل الاتفاق. ما طبقّه الحزب ومعه الثنائية الشيعية، هو تكريس أعراف خارج النص، تحوّلت مع مرور السنوات الى أمر واقع. تماماً كما تصرّف الفريق السني في تعاطيه مع موقع رئيس مجلس الوزراء من خارج النص، وليس مع مجلس الوزراء ككل. هذا الأمر يعطي للحزب حصانة في تصرفه مع نفي محاولته تعديل الاتفاق، مع أن أي تعديل سيكرّس له في النص مكتسبات حصل عليها منذ سنوات. لكن التوقيت لا يبدو اليوم مناسباً للدخول في متاهات، هو في غنى عنها، وهو الذي في مرحلة لبنانية يتصرف فيها من موقع الأكثر حضوراً ونفوذاً، فيما يتراجع دور المواقع والطوائف الأخرى، بين فراغات رئاسية متتالية وحكومة تصريف أعمال، وتناحر داخلي وانقسامات سياسية وحزبية.من هذا الموقع، أيّ فائدة للحزب في الدخول اليوم في معمعة تجلب له نقمة خارجية ولا تعطيه أكثر مما هو حاصل عليه داخلياً؟