يعود النواب الى البرلمان اليوم للاجتماع في جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، وستكون الورقة البيضاء مجدداً نجمة الجلسة، في ظل تصويت كتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة ولبنان القوي وكتل أخرى حليفة بالورقة البيضاء، في مقابل تصويت كتل الاشتراكي والقوات والكتائب وتجدّد والنائب وضاح الصادق وآخرين للنائب ميشال معوض .
وكتبت” النهار”: في ظل ما يتوقع ان يشاهده اللبنانيون اليوم في جلسة خامسة عقيمة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وبعد عشرة أيام من بدء حقبة الفراغ الرئاسي، ستتعاظم المخاوف من تسابق فراغين يطبقان بتداعياتهما السلبية، بل والخطيرة، على مجمل الواقع الداخلي ومن كل الجوانب هما الانهيار الاقتصادي – الاجتماعي والانهيار السياسي. ذلك ان المعالم الخطيرة لهذا السباق برزت بقوة نافرة ان مع مؤشرات التراجع الاقتصادي واشتعال أسعار الدولار والمحروقات في المسار الانهياري الأول، وان عبر الدوران في حلقة مفرغة تماما وفي دوامة المراوحة حيال الاستحقاق الرئاسي المعطل في المسار الانهياري الثاني. وإذ تؤكد كل المعطيات ان جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المحددة اليوم ستكون ربما نسخة اشد سوءا عن سابقاتها لجهة المشهد المستعاد في توزع الكتل والاصوات إياها من دون أي تبديل الا في بعض التفاصيل الهامشية واختلاف بالاعداد والأرقام، فيما ستبقى معادلة الانسداد على حالها، فان أصداء سلبية أخرى بدأت تتصاعد حيال خلاف نيابي سيشتد سخونة على ما يبدو في مسألة رفض عدد لا يستهان به من النواب عقد أي جلسة تشريعية بعد اليوم باعتبار ان الأولوية المطلقة لانتخاب رئيس الجمهورية، وخصوصا في ظل الفراغ الرئاسي، بما لا يجيز للمجلس عقد جلسة تشريعية او اكثر يعد رئيس المجلس نبيه بري للدعوة اليها. باب الانقسام النيابي الجديد هذا سيضاف الى المراوحة التي تحكم الاستحقاق الرئاسي بما يصعب معه توقع أي حلحلة وشيكة في مسار الازمة السياسية.
وكتبت” نداء الوطن”: وإذا كان المشهد على جبهة قوى أحزاب المعارضة وتكتلاتها النيابية سيعيد تظهير استمرار وحدة الموقف خلف ترشيح النائب ميشال معوّض تأكيداً على التصميم والجدية في العملية الانتخابية الرئاسية، فإنّ المشهد على الجبهة المقابلة سيعيد هو الآخر تظهير استمرار خلافات قوى 8 آذار الداخلية التي لا تزال تحول دون التوافق على تسمية أي مرشح من صفوفها للرئاسة الأولى، مستفيدةً من تشرذم صفوف النواب التغييريين لتقطيع الوقت بغية تسويف الاستحقاق الرئاسي بانتظار إنضاج الظروف المؤاتية لإبرام تسوية “رئاسية – حكومية” تعيد إنتاج طبقة حكم مستنسخة عن سابقاتها في إدارة شؤون الدولة، لتكون النتيجة المباشرة وغير المباشرة للجولة الرئاسية الخامسة اليوم “التمديد” لولاية الشغور الرئاسي في صناديق الاقتراع بالتضامن والتكامل بين “الأوراق البيض” و”حرق الأصوات”.وعشية جلسة الانتخاب الأولى بعد الشغور، برز أمس إيفاد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور إلى معراب لإعادة تأكيد الاستمرار في دعم ترشيح النائب معوض، فعُقدت لهذه الغاية جلسة تشاورية وصفها أبو فاعور بـ”المفيدة والمجدية” مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، مصوّباً في المقابل على الفريق الآخر الذي لا يبدي “دينامية إيجابية شبيهة حتى اللحظة” لبلورة أي صيغة توافقية تتيح انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأضاف: “من الواضح أن فريق 8 آذار، باستثناء الرئيس نبيه برّي، يحاول تفادي صراعاته الداخلية من خلال الذهاب مجدداً باتجاه الورقة البيضاء، ولكن هذا الامر لا أعتقد أنه مجدٍ بل يضيف أعباء على حياة المواطنين اللبنانيين”.
وكتبت” البناء”: ينعقد مجلس النواب في جلسة انتخاب رئاسية جديدة اليوم، والنتيجة معلومة سلفاً، لا رئيس، فالورقة البيضاء ستبقى تحصد قرابة الـ 50 صوتاً، والنائب ميشال معوض سيبقى في دائرة الـ 40 صوتاً، وسيغيب قرابة الـ 20 نائباً، بينما سيتوزع الباقي بين عدة أسماء، يجري حرق بعضها بتسميتها من عدد من نواب التغيير.ولفتت مصادر «الثنائي الشيعي » لـ»البناء» أنه طالما حزب الله وحركة أمل لم يعلنا مرشحهما للرئاسة فسيصوّتان بالورقة البيضاء.
اضافت «البناء» أن رئيس المجلس وسّط حزب الله للتواصل والحوار مع النائب باسيل لجوجلة جملة أسماء قد تحظى بتوافق الجميع.إلا أن مصدراً نيابياً في التيار الوطني الحر لفت لـ»البناء» الى أن التيار يرفض انتخاب سليمان فرنجية لتعارض مواقفه وسياساته مع توجهات التيار ومسيرتنا الإصلاحية، مع الحرص على العلاقة الشخصية معه، لكن الأمر يتعلق بالمرحلة المقبلة ومصير دولة وشعب ولأننا أمام مرحلة إنقاذ مالي واقتصادي تتطلب شخصية سياسية تستكمل ما انتهى منه عهد الرئيس ميشال عون، ولا تسمح بتسويات سياسية لا تتناسب وهذه المرحلة.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى أن التسويق لسلة تتصل برئاستي الجمهورية والحكومة عاد مجددا لكنه لا يزال ضمن الخلقة الضيقة للتشاور، وقد يأخذ مداه منى توافرت الظروف الناجحة له،وأشارت إلى ان هناك هواجس من طرح هذه السلة وابرزها صرف التركيز على ملف انتخاب الرئاسة الأولى الذي يعد.اولوية كما أوضح المعنيون.
ولفتت المصادر إلى أن الفكرة كانت مطروحة سابقا لكن تم التراجع عنها ليعود الحديث مجددا إليها في سياق المشاورات المتصلة بأنتخابات رئيس الجمهورية، معلنة أن التشاور سيتواصل بعد تعذر إتمام الأستحقاق الرئاسي، ولكن لا شيء يضمن ان موضوع السلة سيحوز على موافقة الأفرقاء السياسيين.
وفي السياق، اعربت مصادر سياسية عن اعتقادها، بان انطلاق ملف الانتخابات الرئاسية بفاعلية، ينتظر اجراء جولة من المشاورات الجانبية بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورؤساء وممثلي الكتل النيابية، لاستمزاج اراءها، وافكارها، بخصوص الشخصية التي تراها مؤهلة لخوض الانتخابات الرئاسية، بعد فشل الدعوة لعقد حوار موسع وقالت: ان رئيس المجلس يحرص على سماع رأي كل مكونات المجلس النيابي من دون استثناء، لجوجلة الاراء، وانتقاء اسماء الشخصيات التي ترشحها هذه المكونات، ثم الانتقال الى المرحلة الثانية، لانتقاء مرشحين اثنين، للتنافس فيما بينهما، ومن يحصل على تاييد غالبية المجلس النيابي، يصبح رئيس الجمهورية الجديد.
وتوقعت المصادر ان تؤدي جلسات التشاور الضيقة، بين بري والنواب، الى كشف حقيقة المواقف بعيدا عن الضوضاء، تفاديا للاحراج، وبعدها يمكن طرح الشخصية اوالشخصيتين المؤهلتين للتنافس على الرئاسة الاولى، وكشفت ان الاسماء التي تحوز على المواصفات المطلوبة التي حددها الرئيس بري في اكثر من مناسبة، تضم حتى الان خمسة شخصيات من المرشحين المطروحين، من داخل المجلس وخارجه، ومعظمهم يتمتع بعلاقات جيدة مع معظم الاطراف السياسيين.
من ناحية ثانية، اعتبرت المصادر ان سفر رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الى قطر عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، يعكس بوضوح استخفافا بالجلسة، وعدم الاهتمام بها، وتناقضا فاضحا، بين مايدعيه باسيل ظاهريا، بالحرص على انتخاب رئيس للجمهورية، ومنع الفراغ الرئاسي، وبين تعطيل هذا الاستحقاق، اما بالادلاء بورقة بيضاء، او بالتغيب عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وقالت: لو كان هناك حرص فعلي على منع الفراغ بالرئاسة الاولى، كما يدعي رئيس التكتل، لكان ابدى اهتماما ملحوظا، بالتعاطي الجدي مع الانتخابات، ترشيحا، اودعما لاي مرشح حليف، ولكن كلا الخيارين غير موجود، والخيار الطاغي هو تعطيل جلسات الانتخاب حتى إشعار آخر. وكتبت” الديار”ان الاتصالات التي يقوم بها اكثر من طرف وشخصية مع جبران باسيل خلال الساعات الماضية، لن تسفر عن نتيجة، وما زال متمسكا برفضه سليمان فرنجية رغم التحذيرات التي سمعها جراء تمسكه بهذا الموقف، حتى ان المحاولات التي جرت لجمع بري وباسيل لم يكتب لها النجاح.هذه الصورة الرئاسية عند فريق 8 اذار لا تبدو افضل عند 14 اذار، وكل يغني على ليلاه مع زحمة المرشحين وسقوط اسماء وبروز اسماء جديدة كلها للحرق.