لن يكون مجلس النواب قادِراً على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتالي ستكون جلسة اليوم تكراراً لما سبقها، ليستمرّ الفراغ المرجح أن يطول إلى ما بعد رأس السنة الجديدة. إذ لا مؤشرات جدّية بإمكانية تحقيق خرق، فيما كل محاولات تذليل العقبات التي تجرى خلفَ الكواليس لم تفتح أي ثغرة في الجدار بعد.
وبحسب” الاخبار”: هذا ما أكدته آخر المعطيات الرئاسية ومن بينها لقاء جمعَ أول من أمس رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، لم يسفر عنه سوى إقناع باسيل بالاستمرار بالتصويت بالورقة البيضاء وعدم تمرير أي اسم للرئاسة في الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، فيما علمت «الأخبار» أن باسيل لن يحضر الجلسة لوجوده خارج البلاد، وأنه ترك لنواب التيار حرية المشاركة من عدمها.
وفي هذا السياق، قالت مصادر مطلعة إن «هناك انقساماً بين نواب التكتل بشأن مقاربة الملف الرئاسي، عبّر عنه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بالقول إن لديه اسماً سيطرحه»، مشيرة إلى أن «هناك نحو خمسة أو ستة نواب آخرين أبدوا اعتراضاً على طريقة إدارة الملف، خصوصاً بعدما تردد عن وجود نية لطرح أسماء مرشحين». ونُقل عن هؤلاء أنهم لن يلتزموا ببعض الأسماء المطروحة.ولا يزال ملف الرئاسة على صعيد حزب الله وحلفائه متعثراً، بسبب رفض باسيل القاطع تأييد ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، فيما لا يزال الرئيس برّي يتقدم المسوّقين له. ورغمَ أن مصادر مطلعة قالت إن فرنجية بات «المرشح الضمني للحزب وإن من دون إعلان، خصوصاً أن باسيل أعلن صراحة أنه ليس مرشحاً»، إلا أن الحزب يعتبر أن التفاهم مع رئيس التيار الوطني الحر يجب أن يكون المدخل الأساسي للتسوية الرئاسية على فرنجية، وهو «أمر شبه مستحيل في المرحلة الحالية». فيما فرنجية، الذي يعرِف أن لا حظوظ له إلا بالحصول على قبول باسيل كطرف مسيحي قوي، يُبدي ميلاً لعقد اتفاق مع الأخير على كثير من الملفات، لكنه يرفض أن يكون «حارس جمهورية جبران باسيل». وهو لن يذهب إلى تسوية معه ثم ينقضها في ما بعد، لأنه يعتبر نفسه ملتزماً أمام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث سيكون هذا الاتفاق برعايته.
أما على الضفة الأخرى، فلا يزال ترشيح النائب ميشال معوض بين تحالف قوى من 14 آذار والنائب وليد جنبلاط ساري المفعول، وإن كانَ هذا الترشيح شكلياً، إذ إن كل الوقائع تؤكد صعوبة تأمين ما يلزَم من أصوات لإيصاله إلى بعبدا، بينما ما تبقى من قوى في المجلس من نواب «تغيير» ومستقلّين ليسوا أفضل حالاً من الفريق الآخر ولم يتوافر لديهم ما يوحي بإمكانية إحداث أي فرق. وربطاً بالموضوع الرئاسي، استمر الحراك الحكومي الذي قامَ به السفير السابق نواف سلام في بيروت، إذ التقى عدداً من القوى السياسية بعيداً من الإعلام من بينها جنبلاط ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع، وطلب اللقاء بأحزاب وتيارات من فريق 8 آذار من بينها بري الذي استقبله. وقالت مصادر مطلعة إن سلام غادرَ لبنان «مُطمئناً لحظوظه» وقد باتَ يعتبر أنه شريك التسوية الرئاسية التي يُمكن أن تحصل، بخاصة أن هناك تأييداً خارجياً كبيراً له من الأميركيين والفرنسيين والسعوديين.