الجلسة الخامسة Dj Vu… متى سيحسم حزب الله خياره الرئاسي؟

11 نوفمبر 2022
الجلسة الخامسة Dj Vu… متى سيحسم حزب الله خياره الرئاسي؟


كما كان متوقعًا لم تحصل أي مفاجأة إيجابية في الجلسة الخامسة، التي كان من المفترض أن ينتج عنها، وفق المنطق الدستوري السليم، انتخاب رئيس جديد للجمهورية.  فالمرواحة وتضييع الفرص، كما الوقت، كانوا الحاضرين الأبرز في ساحة النجمة أمس، حيث تكرّرت فصول مسرحية عنوانها “Déjà Vu”، مع ما فيها من مشاهد مقزّزة تعيد اللبنانيين إلى سنوات الفراغ الرابع في زمن الجمهوريتين الأولى والثانية، مع فارق وحيد، وهو أنهم بين عامي 2014 ومنتصف عام 2016 كانوا “مرتاحين على وضعهم” نسبيًا أكثر من هذه الأيام، التي تأتي بعد ست سنوات من خيبات الأمل، ومن إنهيارات إقتصادية غير مسبوقة لم تشهدها البلاد حتى في عزّ الحرب القذرة. 

ما تغيّر في مشهدية الأمس فقط العدد التراتبي والتراكمي للجلسات. أمّا ما عدا ذلك فلا يزال الوضع على حاله. فـ”الأوراق البيض” لا تزال على بياضها، ولا تزال غير جاهزة لتصبح مشروع أوراق صالحة لأن يُكتب عليها إسم المرشح، الذي يمكن التوافق عليه في محورما يُسمّى 18 آذار، أو “المحور الممانع”. ولكن يبدو أن هذا الأمر مستحيل التحقيق، وذلك لأن “حزب الله” لم يحسم قراره أو خياره بعد، ولا يزال يعتبر أنه لا يزال أمامه متسع من الوقت لكي يستطيع إقناع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بالسير بخيار رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية حتى ولو أنه لا يملك الحيثية النيابية والشعبية، التي يملكها “الوريث العوني”. فـ”حزب الله” واقع كحجر بين شاقوفين. فهو من جهة مقتنع بأن فرنجية كمشروع رئيس أفضل من باسيل لإعتبارات لا علاقة لها بمن هو أقرب إلى قناعات “حارة حريك”، بل هي محض شخصية، وتتعلق فقط بشخصية كل منهما.  

فالأول، اي فرنجية، يراه “الحزب” أكثر وضوحًا في خياراته الإستراتيجية، أي بتعبير آخر “كلمته كلمة”، وهم لم يسبق له إلاّ أن “حلب صافيًا” معه، ولكن في الوقت نفسه لديه الجرأة الكافية ليقول رأيه من دون مواربة أو لفّ ودوران، حتى مع علمه المسبق  أن رأيه يمكن أن يزعج البعض داخل القيادة المركزية في “حزب الله”. أمّا الثاني، أي باسيل، فإن “الحزب” لن يتخلى عنه بسهولة لإعتبارات عدّة،وقد يكون أولها أخلاقيًا.فـ”حزب الله”، وعلى رغم مآخذ البعض عليه في السياسة، معروف عنه مدى وفائه لأصدقائه، وهو يبادل المعروف بأحسن منه. ولذلك فإن له لدى الرئيس السابق ميشال عون وتياره “دينًا” كبيرًا، بسبب وقوفهما معه في “حرب تموز”.وهو لذلك لا يمكنه أن يترك “حليفه”، وهو اليوم في أمس الحاجة إلى مساندته أكثر من أي وقت مضى، مع العلم أن كثيرين من بيئة “الحزب” يقولون أن الأمين العام لـ”الحزب” السيد حسن نصرالله قد وفى دينه حتى آخر مليم، حين وقف بقوة إلى جانب العماد عون، ولم يتركه حتى إيصاله إلى بعبدا. ولولا “حزب الله”، وفق ما يقول هؤلاء، لكان بقي “الجنرال” في الرابية، ولكان الحلم الرئاسي قد بقي لقمة سائغة في حلقه. 

أمّا في مشهدية محور14 آذار، أو “المحور السيادي”، ومحور النواب “التغييرين”، فالأمر لا يزال على حاله، سواء بالنسبة إلى موقفهما غير المستقرّ على رأي واحد، خصوصًا أن الفريقين يعتبران أنفسهما في صفوف المعارضة للنهج القائم والذي أدّى إلى ما أدّى إليه من إنهيار شامل، أو بالنسبة إلى تمسك اكثرية هذا المحور بترشيح النائب ميشال معوض. 
وهذا ما ستتناوله مقالة الغد بالتفصيل.