الفراغ يضغط على باسيل:التسوية ولو بعد حين

12 نوفمبر 2022
الفراغ يضغط على باسيل:التسوية ولو بعد حين


يدرك من يتابع حركة النائب جبران باسيل بعد نهاية عهد الرئيس ميشال عون، بأنه يسعى الاحتفاظ بنفوذ سياسي واسع و التأثير في مجريات الاستحقاق الرئاسي، كي يحجز مقعدا متقدما يتيح له خوض الانتخابات الرئاسية من الموقع القوي.

الاصرار، على رفع شعار القوة كما نسبها إلى العهد و التكتل مردهما إلى هواجس باسيل تجاه المستقبل القريب و البعيد، و لا يغيب عن باله بأن تياره، كما  كتلته النيابية، ليسا بأفضل حال، وخسارة التوقيع الأول لا يعوضها رفع السقف السياسي والتهديد بالمعارضة.في ظل تعقيدات المشهد الداخلي، لم يجد باسيل سبيلا سوى ملء الفراغ بالتحرك صوب الخارج وليس أمامه سوى الدوحة ودمشق بعدما اوصدت أبواب باريس أمامه لعدة اسباب. وما يستوقف المراقبين تعارض الاضداد بين سوريا، التي تحاول الانفتاح على الخليج العربي من البوابة السعودية، وقطر التي تسعى تضخيم حجمها الإقليمي لكن من دون إغضاب السعودية.

العلاقة مع حارة حريك، ليست بأفضل حالها لكنها ليست متدهورة بالقدر الذي يظنه الكثيرون لعدة إعتبارات ، أبرزها وهج الرئيس ميشال عون السياسي كطرف شريك إلى جانب السيد حسن نصرالله في إتفاق مار مخايل، ويدرك القاصي و الداني صبر نصرالله ،كما وفاء الحزب، بالتعامل مع الحلفاء.من زاوية أخرى ، ووفق أطراف سياسية متابعة فإن باسيل لا يتمتع بهوامش سياسية واسعة تتيح أمامه المناورة في الاستحقاق الرئاسي، فالعلاقة مع “القوات” صعبة المنال على وقع شعار جعجع “قوم بوس تيريز”، وخسارة الشراكة مع  “تيار المستقبل” لا تعوض، وهو المدرك بأن للسنّة كلام الفصل في الاستحقاق الرئاسي.لا مفر سوى الانتظار، وللوقت كلفة مرتفعة في حالة باسيل الساعي دوما إلى القفز فوق العوائق كما حصل في تشرين الاول 2019، حيث طار صوابه من استقالة الحريري المتسرعة بنظره على وقع الاحتجاجات الشعبية، لذلك يؤكد أصحاب الشأن أن التسوية مؤجلة حتى اتضاح الرؤية ونضوج الظروف ، الأمر الذي يقتضي التعامل مع الواقع بأقل قدر من الأخطاء والحفاظ على ما تيسر من قوة.