الماراتون الرئاسي…من هو البديل من معوض؟

13 نوفمبر 2022
الماراتون الرئاسي…من هو البديل من معوض؟

أظهرت الجلسة الخامسة، وقبلها الأولى حتى الجلسة الرابعة  أن الأزمة الرئاسية ليست فقط بسبب إنعدام التوافق بين القوى السياسية المنقسمة طبيعيًا، بين “معسكرين” متناقضين في التوجهات والإرتباطات والمصالح، ولكن أيضًا بسبب الإنقسامات الأفقية داخل كل “معسكر”. وهذا المناخ الإقسامي عبّر عنه أمس الأول الأمين العام لـ”حزب الله السيد حسن نصرالله عندما حدّد مواصفات رئيس الجمهورية، الذي يجب ألاّ يطعن “المقاومة” في ظهرها، أو أن يتآمر عليها، أو أن يبيعها أو يشتريها. 

 
 
ونتيجة هذا المناخ فإن “حزب الله” لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بالنسبة إلى خياراته الرئاسية، وهو لا يزال تحت تأثير علاقته السويّة مع كل من “التيار الوطني الحر” وتيار “المردة”. وهنا جوهر القضية المفصلية. ومن دون هذا الخيار النهائي من دون حاجته إلى الإستعانة بـ”صديق” أو بـ”الجمهور”، الذي لا بدّ منه في نهاية المطاف سيُبقي الأزمة الرئاسية تدور حول نفسها، إلاّ إذا كان المقصود إطالة عمر “الفراغ الرئاسي. وهذا ما يُتهم به “حزب الله”، كونه المحرّك الأساسي للعملية الإنتخابية. فـ”الورقة البيضاء” لن تصمد طويلًا أمام ما يتعرّض له النائب جبران باسيل من ضغوطات من داخل تكتل “لبنان القوي”، حيث يطالبه البعض بالذهاب إلى خيارات أخرى غير “الورقة البيضاء”. والدليل على صحة هذه الضغوطات أن أرقام “الورقة البيضاء” تتضاءل، جلسة بعد جلسة. فبعدما كانت 61 في أول جلسة اصبحت الآن 47، أي أقل مما حصل عليه “المرشح السيادي” النائب ميشال معوض بصوتين، إذ أن “المعسكرين” قد أصبحا تقريبًا متعادلين سلبيًا في السباق “المارتوني” الإنتخابي. 
 
في المقابل، فإن “المعسكر السيادي” يبدو منقسمًا داخليًا، بحيث لم يستطع كل من حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية”، ومعهما تكتل “اللقاء الديمقراطي”، وتكتل ” التجدد”، إقناع “النواب التغييريين” وعدد من النواب المستقلين بالإنضمام إليهم في دعمهم ترشيح النائب معوض، الذي لم يستطع أن يتخطّى عتبة ال ٤٤ نائبًا زائد خمسة أصوات ممن لم يحضروا الجلسة، وهو لا يزال يحتاج إلى 16 صوتًا ليصبح في مقدوره تجاوز العتبة الأولى في “الماراتون” الرئاسي. هذا قبل الحديث عن عتبة نصاب الثلثين في حال تم تجاوز العتبة الأولى، وهو أمر يبدو حتى هذه اللحظة شبه مستحيل، إن لم نقل مستحيلًا.  
 
المعلومات المتداولة وغير الرسمية، والتي لم تصدر مباشرة عن أي مسؤول حزبي في “اللقاء الديمقراطي” أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لن يساير “القوات اللبنانية” طويلًا. فإذا لم يستطع النائب معوض الإقتراب من العتبة الأولى في الجلستين المقبلتين، فإن ثمة كلامًا آخر سيكون لموفد جنبلاط، أي النائب وائل بو فاعور، الذي زار معراب والصيفي قبل الجلسة الخامسة.  
 
وفُهم أن حديث بو فاعور مع كل من الدكتور سمير جعجع والنائب الشيخ سامي الجميل تناول حيثية الإستمرار في دعم ترشيح معوض، إذ لا يمكن من وجهة نظر “الحزب الإشتراكي” مواصلة إعتماد سياسة حرق المراحل إلى ما لا نهاية، أي بمعنى آخر يُفترض أن يكون هناك ما يُسمّي بـ Plan B. 
 
في المقابل كان لنائب رئيس “القوات” النائب جورج عدوان في اليومين الماضيين أكثر من تصريح حول إمكانية السير بترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون. وأشترط للسير به توافق الجميع عليه أولًا، وأن يعلن عون ترشحّه ثانيًا. وهذا ما إعتبره البعض تمهيدًا للمرحلة التالية، في حال بقيت أصوات معوض على حالها من دون تمكّنه من تجاوز عتبة الـ 44صوتًا زائد خمسة أصوات إفتراضية، وهو عدد غير كافٍ حتى الآن للوصول إلى بعبدا.