رسائل خفيّة تنكشف.. ماذا يخشى حزب الله من الرئيس الجديد؟

13 نوفمبر 2022
رسائل خفيّة تنكشف.. ماذا يخشى حزب الله من الرئيس الجديد؟

 
ما يخشاهُ نصرالله ليس عادياً، بل هو مرتبط بخطرٍ يُهدد وجود “حزب الله”. فعندما يتحدّث “السيّد” عن ضرورة انتخاب رئيس “لا يطعن المقاومة بظهرها”، فإنّ ذلك يعني أنَّ الحذر كبيرٌ من وقوع انقلابٍ عسكري داخلي ضدّ “حزب الله” انطلاقاً من موقع الرّئاسة الأولى. وحتماً، سيكونُ هذا الأمر – إن حصل – مقدمة لصراعٍ طويلٍ ينخرطُ به الحزب على الجبهة الداخليّة، وبالتالي تورّطه مُجدداً في معارك قد تُشبهُ في أحداثها أزمة 7 أيار عام 2008. وبكل ثقة، إن حصل هذا السيناريو، فإن انتكاسة “حزب الله” ستكون أقوى بكثير عن السابق.
 
ضُمنياً، فإنّ وصول رئيسٍ “مُناوئ” لـ”حزب الله” يعني أن الالتفاف على شرعية سلاح الأخير سيُصبح أكثر قوّة. أما الأهم هو أن الرئيس، وبصفته قائداً للقوات المُسلّحة، قد يلعب دوراً ضد “حزب الله” في “تأليب” الجيش عليه، ما يعني اصطداماً تمّ تجنّبه مراراً وتكراراً خلال السنوات الماضية. ومع كل ذلك، فإن الحزب يسعى لأن يكون الرئيس من “صفّه” أقله أمام المجتمع الدولي، لأنّه ومن وجهة نظره، فإن تلبية المطالب الخارجية بـ”التصفية الداخلية” هي من أكثر الأمور التي يرى فيها الحزب استهدافاً ممنهجاً.
 
حقاً، الكلامُ هذا يُفسّر مضمون ما يشعرُ به “حزب الله” في الوقت الرّاهن، وما يريده هو ضمانُ نفسهِ أكثر بعدما اعتبر أن السنوات الـ3 الأخيرة بمثابةِ أعوام هجومية عليه. ولهذا، فإن وصول رئيس جديد إلى قصر بعبدا لا يُعادي “حزب الله” سيكونُ المطلب الأساسَ للأخير بمعزلٍ عما سيُطرح من ملفات أخرى. وحتى إن كان الرئيسُ “موثوقاً به” من قبل الحزب، فإنّ سبيله باتجاه طرح استراتيجية دفاعيّة جديدة قد يتحقق بضغط من الأطراف السياسية الأخرى، لكنّ نقطة الفصل هنا ترتبط بما سيُقال من الرئيس عن “قوة الحزب” في أي استراتيجية، وعمّا إذا كانت هناك نية للإشارة إلى الاعتقاد السائد لدى البعض بأن قوة “حزب الله” هي التي ساعدت في إتمام ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، أم لا.
 
بشكلٍ أو بآخر، كان نصرالله يسردُ المخاوف التي يراها الحزب، وما الرسائل الخفية ضمن السطور سوى إشارة إلى أن الحذر يزدادُ كثيراً. وتذكيراً، فإن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وخلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة، ألمح إلى أن حزب الله يخافُ من وصول رئيس للجمهوريّة قد يساهم في إنهاء الحزب عسكرياً، وذلك عبر معاركَ أو تدخل أجنبي أو ما شابه. هنا، فإن ما يتضحُ هو أنّ الأمورَ قد تذهبُ في هذا المنحى إن لم يكن هناك اجماعٌ وطني على تحييد الملفات الخلافية جانباً، لكن في المقابل هناك أصوات تنادي بمناقشة الأمور المفصلية على طاولة الرئيس الجديد بأسرع وقت ممكن، وذلك على أساس حوارٍ وطني.
 
في خلاصة القول، فإن ما يخشاه نصرالله يتحدّد بأمور عديدة أبرزها: تمرّد عسكري داخلي على “حزب الله” – الطلب من قوات دولية أو فصائل داخلية مواجهة “حزب الله” – المسّ بأي شبكات مرتبطة بـ”حزب الله” على غرارِ شبكة الاتصالات التي اندلعت بسببها أحداث 7 أيار عام 2008 – حصول اصطدام بين الجيش وحزب الله في عمليات التنسيق وغيرها. أما سياسياً، فإن ما يخافه “حزب الله” هو أن يمارس الرئيس الذي لا يريده دوراً تهميشياً لوجود الحزب ضمن الحكومات.
ختاماً، فإن ما يتم استشرافهُ للمرحلة المقبلة سيرتبط بـ”أخذ ورد” على صعيد كبير، وتحديداً عندما تُطرح الصيغة الخاصة بالاستراتيجية الدفاعية.. فكيف ستُناقش؟ هل سيجري الاتفاق عليها بالأصل؟ حقاً، الأمور ضبابية، وما يمكن انتظاره في الوقت الراهن هو الاسم الذي سيتم اختياره للرئاسة، وبعدها سيُبنى على الشيء مُقتضاه.