كتب صلاح سلام في” اللواء”: المعلومات الواردة من الخارج تُفيد أن الطبخة الرئاسية وضعت على النار في العواصم المعنية بالوضع اللبناني، وخاصة في باريس والرياض، حيث المشاورات ناشطة على أعلى المستويات بين العاصمتين، وكان آخرها ما أُعلن عن الإتصال المباشر بين الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والملف الرئاسي في لبنان كان المحور الأساس، وإحتل المساحة الأكبر في هذه المحادثة المطولة بين الزعيمين.
من المستبعد أن تسبق الحركة الداخلية، التي مازالت في بداياتها،نتائج الحراك الإقليمي ــ الدولي الذي قطع مرحلة لا بأس بها، والذي يشهد جولة مهمة خلال قمة العشرين في بالي، قد تكون حاسمة، بوجود قادة الدول المعنية ، وفي المقدمة: الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الفرنسي ماكرون، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأهمية الإتفاق ــ الصفقة المتوقعة أنها لن تقتصر على الإنتخابات الرئاسية فقط، بل ستحدد إطاراً واضحاً لكل الخطوات الواجب تنفيذها، على مختلف الصعد الإصلاحية، وقد تصل إلى حد التداول بأسماء فرسان المرحلة المقبلة، خاصة على الصعيدين المالي والإقتصادي، والمراكز القيادية التي ستشغل في مطلع العهد الجديد.
ومن البنود المطروحة في الإجتماعات الخارجية، العمل على إلغاء العقوبات الأميركية ضد لبنان، أو على الأقل تخفيف بعض القيود التي تعرقل عودة الإستثمارات إلى البلد، وتساعد على تسريع خطوات إنتاج النفط والغاز، بعد إنجاز الترسيم البحري مع العدو الإسرائيلي.
ولكن علمتنا التجارب المريرة في لبنان أن الحذر واجب في التعامل مع هذ الأجواء، التي تحمل بعض اللفحات الإيجابية، بعد سنوات عجاف، من الإنهيارات والإفلاسات، والعتمة والضياع. ذلك أن أي خلل جديد في الأوضاع الإقليمية، من شأنه أن ينعكس سلباً على الوضع اللبناني المتداعي أصلاً، والذي يتحول بسرعة إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية على حساب أمنه وإستقراره.