ضرورة للتعافي في بلد كثرت فيه النكبات

14 نوفمبر 2022آخر تحديث :
ضرورة للتعافي في بلد كثرت فيه النكبات


رعى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض حفل اختتام الحملة الوطنية للصحة النفسية في جامعة القديس يوسف، بلقاء تخلله عرض لخدمات الصحة النفسية من ضمن المشروع المدعوم من الوكالة الفرنسية للتنمية ومنظمة الصحة العالمية، إضافة الى حفل التخرّج الأول من نوعه لطلاب الدبلوم الجامعي في تنظيم خدمات الصحة النفسية بالتعاون مع جامعة القديس يوسف.

وتضمن اللقاء حلقة نقاش تخللتها شهادة حياة عن أهمية الصحة النفسية لتأمين القدرة على المحافظة على الإيجابية والشعور بالقيمة الشخصية. وتم التذكير بالخط الساخن 1564 المخصص للدعم النفسي والوقاية من الإنتحار بدعم من جمعية Embrace.وشدد الأبيض على “أهمية الصحة النفسية ولا سيما في بلد كثرت فيه النكبات”، لافتا الى أن “لبنان عانى تباعا وتوازيا من انهيار اقتصادي حاد، بحيث اصبح 80% من الناس يقبعون تحت خط الفقر، كما عانى من اضطراب سياحي أمني واجتماعي، ومن جائحة ألقت بثقلها على معظم معالم حياته اليومية. وكانت المعاناة الكبرى مع انفجار المرفأ التي تركت، بالإضافة إلى كل الخسائر البشرية المفجعة، ندوباً نفسية وذاكرة مأساة جماعية يصعب ازالتها. وغالباً ما تكون المعاناة أكبر عند الفئات المهمشة أو المستضعفة وغالباً ما تعاني تلك الفئات من صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية”.

وأكد “أهمية برنامج وطني يتجاوب مع متطلبات الصحة النفسية التي أصبحت أكبر في حين أضحت الموارد المتوفرة شحيحة جدا”، مثنيا على “دعم الوكالة الفرنسية للتنمية AFD والمعهد العالي للأعمال ESA وجميع الشركاء كمنظمة الصحة العالمية وباقي المنظمات غير الحكومية التي لطالما كانت داعمة للدور الريادي لوزارة الصحة العامة في هذا المجال”.وقال: “السؤال الذي يطرح دائما يتعلق بدور الدولة تجاه مواطنيها، فهل يقتصر دورها على المراقبة وحراسة مساحة عامة تجري فيها شؤون الناس من تجارة وأعمال وخدمات، أم يتعدى ذلك لتقديم الخدمات وإقامة البرامج التي تعالج المشاكل المجتمعية، من فقر وجهل ومرض وغيرها؟”.أضاف: “لا شك أن النظرة الحالية للدولة تتبنى الدور الايجابي، لكن ذلك يتطلب، لتمكين الدولة من القيام بواجباتها، أمرين مهمين: أولا، التمويل عبر حسن استخدام الموارد الطبيعية التي يملكها الشعب، وسياسة ضرائب عادلة لا تثقل على الفقير، ولا تمالىء الغني. ثانيًا، الحوكمة الرشيدة وحسن الإدارة التي تمنع تسلل الهدر والفساد إلى أماكن الدولة وأجهزتها.”

وتابع: “يبقى السؤال أيضاً: ما هو دور وزارة الصحة في برنامج الصحة النفسية؟ وكيف يمكن ضمان استمرارية هذا البرنامج؟”.وأوضح أن “لوزارة الصحة العامة الدور التنظيمي والمراقب الذي يضمن جودة الخدمات وتوفرها بشكل عادل ومتساو، بالإضافة إلى دور مقدم للخدمات عبر مراكز الرعاية والمؤسسات الاستشفائية. ولهذا الدور له تحدياته ومتطلباته بدءًا من ضمان التمويل ورصد من موازنة وزارة الصحة للبرنامج الوطني للصحة النفسية، ما يشكل تحديا كبيرا في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، إضافة إلى الحوكمة الرشيدة عبر اتباع نهج كامل لدمج الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من مفهوم الصحة، وكذلك عبر ايجاد حلول مبتكرة لتخطي بعض العقبات كاعتماد Telehealth  في ظل النقص الحاصل من مقدمي الرعاية”.وخلص الى أنه “في بلد تميز بمرونة وصلابة شعبه وقدرته على تحمل الأزمات لا يمكن تجاهل الدور الذي تضطلع به الصحة النفسية لتعافي الأفراد والمجتمعات. لذا، فإن ضمان البنى التحتية واستمرارية الصحة النفسية يرفع المعاناة ويساهم في تمكين الأفراد وبناء دولة عاملة ومنتجة ومزدهرة”.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.