أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في حديث لقناة “الحرة”، “عدم الاستعداد للمقايضة بين الرئاستين الاولى والثانية، لأن البلد بأمس الحاجة الى رئيسين كفوئين وقادرين”، مشدداً على أنّ “الدستور لحظ النصاب ليحترم لا ليخترق”، مشيراً الى أنّ “القوات” لن تشارك في اي جلسة تشريعية باعتبار ان اولوية المجلس الحالي فقط الاجتماع لانتخاب رئيس”.
ولفت الى ان “اللبنانيين تابعوا جلسات انتخاب رئيس للجمهورية بشكل مباشر على الاعلام، ويبدو جليا لهم ان محور الممانعة هو من يغادر القاعة بعد الدورة الاولى للانتخاب بهدف تطيير نصاب الجلسة وهو المسؤول الأول عن التعطيل ويتباهى بذلك بشكل علني”.
وعزا جعجع “سبب تعطيل “محور الممانعة” النصاب، الى عدم قدرته على الاتفاق على اسم مرشح واحد، وأضاف: “بدل التصرف بحس وطني يقوم المحور بتعطيل الجلسات كعادته السائدة منذ العام 2005”.
وردا على ما قاله النائب محمد رعد ان “الحزب يعمل لايصال من يريد للرئاسة”، اعتبر جعجع أن “كلام رعد صحيح”، وأضاف: “الأخير يقول الحقيقة لأنه يمارس التعطيل للفوز في ايصال من يريد، وبالتالي هذه الترجمة الفعلية لمطلبه”.وإذ رأى ان “مرشح “حزب الله” في الوقت الحاضر هو الوزير السابق سليمان فرنجية”، علق على امكانية سير القوات باسم هذا الأخير او باي مرشح آخر من فريق الممانعة، قائلا: “لا نستهدف فرنجية كشخص ولكن أسوأ ما يمكن القيام به هو الاتيان برئيس آخر من محور الممانعة الى سدة الرئاسة، وتجربة الرئيس السابق ميشال عون خير دليل، باعتبار ان هذا المحور اعطى اجمل ما يمكن ان يعطيه خلال هذا العهد، ما يعني رغم تبدل الاسماء النتيجة واحدة لا بل أسوأ”.
وأكد جعجع أن العمل ينصب لـ”لزيادة أصوات المرشح للرئاسة النائب ميشال معوض معوض لانه المخرج الوحيد، حتى الساعة، للازمة الرئاسية”، نافياً “وجود اي سيناريو آخر غير دعم معوض في الوقت الراهن”، وأضاف: “هذا الدعم يترافق مع عدم رفض القوات ومعوض السير باسم مرشح آخر، إن وجد، وذلك في حال كان يتمتع بمواصفاته وباستطاعته نيل عدد اكثر من الأصوات”.
وردا على سؤال عما اذا كان الحزب التقدمي الاشتراكي سيبدل موقفه من تسمية معوض، أجاب: “لمست خلال لقاءاتنا انه يقدر هذه المرة دقة الظروف وليس على استعداد للمسايرة الا ضمن حدود معينة جميعنا مستعدون لها، على الرغم من ان رئيس “التقدمي” النائب السابق وليد جنبلاط حليف استراتيجي وتاريخي للرئيس نبيه بري، ولكن في الوقت عينه لمسنا مواقف وخطوات عديدة لم يتم التوافق عليها بينهما منذ 15 سنة الى اليوم”.
وحول امكانية عقد حوار بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” وامكانية لقاء النائب جبران باسيل، قال: “نشهد ذلك في حالة واحدة، اذا التيار قام بمراجعة تموضعه الاستراتيجي وسياساته تجاه اعادة بناء الدولة والسلاح غير الشرعي والتهريب الفعلي، فضلا عن مقاربته لكيفية ادارة الدولة والتوظيف العشوائي وخطة الكهرباء. نحن نختلف على كل هذه النقاط مع التيار ونعتبر انه يتحمل مسؤولية كبيرة بما وصل البلد اليه انطلاقا من تأييده لـ”حزب الله” واتفاق مار مخايل. اما عن لقائي بباسيل فالمسألة ليست شخصية وفي السياسة “ولا مرة بكون في شي شخصي”. فعلى سبيل المثال، سياسة “القوات” والكتائب” ليست مماثلة ولكن تجمعنا نقاط الانطلاق نفسها والمبادئ الكبرى ذاتها اما مع التيار فهذا غير متوافر”.
وعما اذا كان انتخاب الرئيس مرتبطا بالخارج، رأى جعجع أن “الاستحقاق الرئاسي عملية لبنانية بحتة في ظل وجود 128 نائبا ينتخبون الرئيس”، وأضاف: “الصداقة مع دول الاجنبية امر والموضوع الرئاسي أمر آخر وما فيا الدول تمون على الكتل”.
وعن الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، اعتبر ان “الحوار كلمة جميلة الا انه لا علاقة له بالانتخابات الرئاسية”، وأضاف: “اذا كان القصد من الحوار محاولة التفاهم على حل يرضي الأكثرية فهذا قد ينجح من خلال الاتصالات الجانبية ولا يحتاج الى طاولة حوار، لذلك فضلنا عدم الذهاب الى عملية إلهاء في حين جل ما هو مطلوب انتخاب رئيس جديد. من هنا طرحنا الدعوة الى جلسات مفتوحة يصار فيها الى التداول حتى النجاح بانتخاب رئيس”.
وعن الحوار المسيحي – المسيحي في بكركي، قال جعجع: “لو كان المسيحيون في خطر لكنا بحاجة الى مثل هذا الحوار، ولكن التوافق على رئيس يحصل بالاتصالات الجانبية لا بالحوار، كما ان نتيجته محسومة ولا سيما ان تموضع اكبر حزبين مسيحيين مختلف استراتيجيا وعمليا. يعتقد البعض ان البطريرك الماروني سيقوم بسحر ما، انما في الحقيقة لا يمكنه تبديل الوقائع على الارض، و”لو بدو ينزل الوحي من بكركي كان نزل من 6 سنين وما كنا وصلنا لهون”.اضاف: “شهدنا اكثر من حوار مسيحي – مسيحي وأيد “القوات” و”التيار” الشخص ذاته وكانت النتيجة: الخراب. واليوم المطلوب ان نسعى الى رئيس قادر على النجاح في عملية الانقاذ ولكن “التيار” ليس بهذا الصدد وليست هذه مقاييسه”.