لا احتفال مركزياً بالاستقلال في غياب رأس الدولة

16 نوفمبر 2022
لا احتفال مركزياً بالاستقلال في غياب رأس الدولة

كتبت زيزي اسطفان في” نداء الوطن”: المشهد السياسي تغيّر في لبنان وتغيّرت معه روحية احتفال الاستقلال وإن كان في الظاهر لا يزال يحافظ على أصوله البروتوكولية. نداء الوطن إلتقت مدير عام المراسم في القصر الجمهوري د. نبيل شديد للاطّلاع منه على ما يقتضيه بروتوكول الاحتفال بذكرى الاستقلال في ظل الشغور الرئاسي. «لا يقام احتفال مركزي لذكرى الاستقلال في غياب رئيس الجمهورية يؤكد د.شديد رغم عدم وجود نصّ في هذا الشأن. فالاحتفال المذكور ينظّم من قبل مدير عام المراسم في رئاسة الجمهورية وتحت إشراف رئاسة الجمهورية وينفّذ من قبل قيادة الجيش. وينقسم الاحتفال الى جزءين، الأول يقضي بوضع أكاليل على أضرحة رجال الاستقلال، أما الثاني فهو العرض العسكري المركزي الذي يقام بحضور الرؤساء الثلاثة».

 
 
«وضع الأكاليل يتمّ بالتنسيق بين المديرية العامة للمراسم في رئاسة الجمهورية وكلّ من رئاسة مجلسي النواب والوزراء، ويتم التشاور بين الرئاسات الثلاث لتكليف وزراء ونواب بتمثيل الدولة اللبنانية ووضع الأكاليل وذلك تفادياً لما كان يحدث سابقاً حيث كان يتم إرسال ثلاثة أكاليل باسم الرئاسات الثلاث. وتوحيد الأكاليل بدأ في عهد الرئيس ميشال عون. وهذه السنة بغياب رئيس الجمهورية سوف يتم الأخذ بتوجيهات دولة رئيس مجلس الوزراء لتكليف هؤلاء لكن لا شكّ أن المراسم والإجراءات المتّبعة ستبقى ذاتها».فهل تبقى الأسماء أيضاً ذاتها كما العام الماضي تجنباً لأي لغط سياسي ودستوري؟ أم مع تغيير بعض الوجوه البرلمانية قد تتغير بعض الأسماء المكلّفة بوضع الأكاليل؟ 25 هو عدد الأكاليل التي توضع على أضرحة رجالات الاستقلال، أما تكليف من يمثل الدولة اللبنانية بوضعها فلا يخضع للتوزيع الطائفي على خلاف العادة المتبعة في كل الإجراءات في لبنان بل يتم الاختيار بما يتناسب مع المناطق والوظائف. فعلى تمثال فخر الدين مثلاً يكون وزير الدفاع من يضع الإكليل مهما تكن طائفته».
 
 
الجزء الثاني من الإحتفال بذكرى الاستقلال هو الاحتفال المركزي والعرض العسكري. ولكن بغياب رئيس الجمهورية لا يقام أي حفل مركزي بل تجرى احتفالات ضيقة من قبل قيادة الجيش. فالدولة اللبنانية وفقاً للعرف المعمول به تتمثل برئيس الجمهورية وفي حال غيابه لا يعود من المنطق بشيء إقامة احتفال مركزي كبير. «احتفال الاستقلال يخضع لبروتوكول خاص يتم تنفيذه بالحرف مهما كانت الظروف السياسية أو التوترات بين الحاضرين. البروتوكول هو المظلّة التي ينضوي تحتها الجميع كما يشرح د. شديد، والرؤساء والحاضرون جميعهم يعرفون الأصول البروتوكولية المتّبعة ولا يحيدون عنها. لا شكّ أن للأمور السياسية تأثيرها ولا سيما منذ العام 1999 لكن قوة المراسم هي في حسن تنظيم وضبط كل الأمور وإيجاد المخارج البروتوكولية لما يمكن أن يطرأ من أحداث مثل تغيّب شخصيات مثلاً عن الاحتفال أو حضور أخرى لا مكان لها في التراتبية البروتوكولية المعهودة. ورغم كون المراسم لا تتدخل في السياسة إلا أنها تراعيها مع الحرص على تطبيق الأصول».