ماذا لو قرر جعجع سحب تأييده لمعوض؟

16 نوفمبر 2022آخر تحديث :
ماذا لو قرر جعجع سحب تأييده لمعوض؟


من سوء حظ النائب ميشال معوض ان الاشتباك السياسي والرئاسي بدأ يأخذ طابعاً حاداً، الامر الذي يجعل ترشحه لرئاسة الجمهورية تحدياً لبعض الاطراف السياسية الداخلية، وهذا ما سيخضعه لبازار التسويات المقبلة ويصبح ترشيحه بحكم المنتهي في المرحلة المتوسطة. لكن معوض قد يكون مدركاً لهذه الحقيقة، غير انه راغب في تكريس نفسه ضمن نادي المرشحين للرئاسة.

في المقابل تستفيد القوى التي تدعم معوض في ربح الوقت بإنتظار ظهور معالم التسوية المقبلة، الا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي اتجه لدعم معوض في بداية الامر من اجل استقطاب المستقلين حوله، ولانه سيضمن عبره التوافق واعادة التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي. لكن معوض اليوم بات ايضاً مرشح جزء كبير من المعارضة والمستقلين الذين يتكتلون معا منذ اسابيع.هذا التكتل الذي يصيب القوات بشكل عام لانه يجعل من حزب الكتائب، وان بشكل نسبي، في صلب النواة الاساسية للنواب المستقلين ولنواب التغيير، ما يعني ان معراب خسرت فرصة استقطاب هؤلاء والتحالف معهم، خصوصا انهم اليوم باتوا بشكل كبير يحتضنون ترشيح معوض اكثر من احتضان جعجع له.

فهل يستطيع رئيس حزب”القوات” الانسحاب من دعم معوض؟ لا يبدو الامر بهذه السهولة، خصوصا ان القوات ليس لديها اي مرشح فعلي يستطيع منافسته، الا في حال اتجهت الى دعم شخصية مثل النائب نعمت فرام لاحداث انقسام داخل تكتل المعارضة الجديد.ثانيا، والاهم ان جعجع، في حال اتجه نحو ترشيح شخصية يتبناها في معراب بشكل جدي، سيصبح معزولا سياسياً، اي انه لن يستطيع دفع الحزب التقدمي الاشتراكي الى التصويت لهذه الشخصية او اقناع اي من نواب المعارضة في ذلك، ما يعني انه سيذهب الى جلسة الانتخابات بأصوات قواتية فقط.من دون ادنى شك، خسر جعجع بعض قدرته على المناورة فهو اليوم ملزم بترشيح معوض الى حد كبير، كما انه ملزم بعدد محدود من الشخصيات في حال قرر تجاوز هذا الترشيح، لذلك فإن اوراق جعجع التي لم يلعبها بعد قد ترتبط بتوافقات مسيحية داخلية، وهذا ما قد يقلب الطاولة نسبياً على بعض القوى.

لا يزال شد الحبال في الاستحقاق الرئاسي في اوله، لكن “القوات” تؤكد ان دعمها لمعوض ليس مناورة سياسية انما عن قناعة بأنه الانسب والاقدر على استقطاب اصوات من خارج الفريق السياسي الضيق، والانسحاب من دعمه سيكون نتيجة ايجاد مرشح قادر على الوصول الى القصر الجمهوري اكثر منه من دون ان يتنازل عن الثوابت الاساسية… 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.