بات من الواضح أن جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية، التي ستجري نسختها السادسة اليوم في ساحة النجمة، لن تخرج عن إطار “الشكليات الدستورية”، ولن تنتهي الى انتخاب رئيس، لكون مواقف الكتل النيابية والسياسية لا تزال متباعدة، فيما الاتصالات الخارجية مستمرة لتمرير هذا الاستحقاق في أسرع وقت، ومنع بلوغ الاوضاع في لبنان نقطة الانهيار التام مؤسساتيا واقتصاديا وماليا.
وفي هذا السياق يبرز التحرك الفرنسي الذي يقوده الرئيس ايمانويل ماكرون من خلال اتصالاته مع الدول الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية، او عبر الديبلوماسية الفرنسية في لبنان ودول القرار.
ومع عودتها من فرنسا امس ، باشرت السفيرة الفرنسية آن غريو سلسلة اجتماعات ولقاءات مع المسؤولين والقيادات في لبنان لوضعهم في صورة الموقف الفرنسي والتشاور معهم في المستجدات.
ووفق مصادر على صلة بالتحرك الفرنسي في لبنان فإن فرنسا تهدف من خلال لقاءات تجريها السفيرة مع قيادات لبنانية الى تجميع المواقف لتحليلها واستخلاص عناصر مبادرة قابلة للترجمة رئاسياً وحكومياً بعد انتهاء زيارة الرئيس الفرنسي مطلع الشهر المقبل إلى واشنطن وسعيه للحصول على دعم أميركي جديد في هذا الملف”.
وربطت مصادر مطلعة “استدعاء” باريس السفيرة الفرنسية للتشاور بالنظرة الايجابية والجدية الذي تتعامل بها فرنسا مع الواقع اللبناني، خصوصا ان الفرنسيين يعربون بشكل علني عن استعجال كبير لاتمام الاستحقاق الرئاسي اللبناني من اجل بدء خطوات الدعم والانقاذ.
وتشير المصادر الى ان انتقال السفيرة غريو الى باريس كان للتشاور في الموضوع اللبناني بالتزامن مع الاتصال الذي اجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والذي تناول الازمة اللبنانية وكيفية حلها”.
ووفق المصادر” فان الفرنسيين يعملون بشكل كثيف على اقناع الرياض بالعودة الى الساحة اللبنانية والمساهمة بعقد تسوية رئاسية كاملة الاوصاف مع القوى الاقليمية والداخلية وذلك لتجنب اي تطورات غير محسوبة التداعيات والنتائج”.