باسيل يزور بري سرّا ثم يهاجم ثلاثية بري ميقاتي – فرنجية علنا

18 نوفمبر 2022
باسيل يزور بري سرّا ثم يهاجم ثلاثية بري ميقاتي – فرنجية علنا


سجل يوم أمس جملة تطورات ستضفي على المشهد الرئاسي والسياسي المزيد من التعقيد والتأزم؛ فمن ساحة النجمة التي شهدت جلسة نيابية مليئة بسجالات دستورية وسياسية بالجملة ،حيث انتهت الجلسة بلا رئيس، الى باريس حيث أطلق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سلسلة رسائل نارية باتجاه عين التينة وبنشعي، كان الأبرز فيها إعلانه رفض السير بفرنجية لرئاسة الجمهورية، قائلا: إن «انتخاب فرنجية سيُعيدنا إلى عام 1990، فننتقِل من ثلاثية بري – الحريري – الهراوي إلى ثلاثية بري – ميقاتي – فرنجية». وأكد باسيل «أننا لن نسجّل على أنفسنا أننا انتخبنا حدا متل فرنجية، وما في رئيس جمهورية طالما نحنا (أي التيار) ما قبلنا ولو اتفق الكل عليه». 

 
وفي هذا السياق كتبت” الاخبار”:هذه الجولة من الصراع بين الطرفين لم تكُن لتشكّل مفاجأة لولا المجريات التي سبقتها وبقيت «سرية»، إذ تبين أن باسيل زار قبل بضعة أيام عين التينة والتقى الرئيس بري بعيداً عن الإعلام. ووفقَ معلومات «الأخبار» فقد تواصل باسيل مع القائم بأعمال السفارة اللبنانية في قطر السفيرة فرح بري خلال زيارة له للدوحة وقال إنه يريد ترتيب لقاء مع رئيس مجلس النواب لتهدئة الأجواء، وهكذا كان. عادَ باسيل والتقى بري بداية الأسبوع وعبّر عن نيته فتح صفحة جديدة من أجل البلد، معتبراً «أننا كلنا لدينا أخطاء والآن لا بد من حوار بين الجميع للخروج من الأزمة»، وكانَ جواب بري مُرحباً خاصة أنه هو من دعا إلى حوار بشأن الرئاسة، ولن يمانع بفتح صفحة جديدة مع «حليف الحليف».
أما في ما يتعلق بزيارته لفرنسا، فقالت مصادر مطلعة إن «باسيل اجتمع حتى أمس مع المنسق الخاص للمساعدات الدولية للبنان السفير بيار دوكان نحو ساعتين ونصف ساعة، وكان لقاء إيجابياً». موضحة أن التنسيق بين باسيل والفرنسيين والقطريين قائم حول ثلاثة ملفات: – الترتيبات في ما خص بدء شركة «توتال» عملها في النصف الثاني من كانون الثاني، كون باسيل مطلعاً على تفاصيله». – تولي فرنسا دوراً بدعم اسم يتوافق عليه باسيل مع البطريرك بشارة الراعي دون الإعلان عنه، لكن ضمن سلة تضمن خروجاً سياسياً اقتصادياً من الأزمة، مع معالجة ثغر الطائف، وضغط فرنسي أكبر على السعودية. – دور صندوق النقد بمعزل عن مجلس النواب، وهو يحاول الإيحاء بأنه هو وحده من كان يؤيد إقرار الـ«كابيتال كونترول».ما حصلَ أمس، اعتُبِر بمثابة قطع الطريق أمام أي محاولات يقوم بها الأقربون قبل الأبعدين، وشكّل إحراجاً لحزب الله الذي دخل على خط الوساطة بين باسيل وفرنجية بشخص أمينه العام السيد حسن نصرالله. وقد اعتبرت مصادر معنية بالملف الرئاسي أن «باسيل يظهر كمن يتعمد علناً دفن أي مبادرة تؤدي إلى اتفاق بينه وبين فرنجية برعاية نصرالله». ويكون باسيل بهذا الكلام قد صعّب الموقف أكثر فأكثر خاصة أن حزب الله لا يزال، حتى اللحظة، يعتبر باسيل مدخلاً أساسياً لوصول أي مرشح إلى بعبدا».
وكتبت ” نداء الوطن”: مَن يعرف جبران باسيل عن كثب، من الحلفاء قبل الخصوم، يدرك جيداً أنه “شخصية تعمّدت مراكمة حيثيتها على الأزمات وأتقنت فنّ افتعالها للعوم على ظهرها”، بحسب تعبير أحد المقرّبين السابقين منه، فهو “يجهد في التخطيط لإثارة المشاكل والعداوات لكي يقتات من جناها سياسياً في لعبة تكريس الدور والوجود على الساحة الوطنية”، جازماً بأنه “لا وجود لهفوة غير مقصودة في قاموس باسيل بل كل شيء له مغزى ومعنى وراء ما يقوله أو يسرّبه للإعلام بدءاً من تسجيل “البلطجي” الذي أراد من ورائه إطلاق شرارة الاشتباك المباشر مع نبيه بري، وصولاً بالأمس إلى التسجيل الصوتي المسرّب الذي أراد من خلاله “حرق” سليمان فرنجية في باريس وشطب اسمه من قائمة الترشيحات الرئاسية”.فبحسب ما جاء في التسجيل من عبارات هادفة إلى تهشيم صورة فرنجية أمام الفرنسيين وتقزيم حجمه “الصغير” الذي يتراجع حتى في زغرتا، رأى مصدر قيادي في قوى 8 آذار من مؤيدي ترشيح فرنجية أنّ جوهر حديث باسيل لم يكن موجهاً ضد فرنجية بقدر ما كان يحمل رسالة مباشرة إلى “حزب الله” لا سيما حين قال في التسجيل بلسان العونيين: “تحمّلنا كل هذا الضغط حتى نأتي بفرنجية رئيساً؟” في إشارة إلى الضغوط التي يعتبر باسيل أنه تحملها شخصياً بعد خضوعه للعقوبات الأميركية نتيجة تغطيته لـ”الحزب” وسلاحه في لبنان وفي المحافل الدولية والعربية، وأردف المصدر: “هذا هو جوهر الرسالة وأعتقد أنها وصلت”.
 
 
وفي خلاصة “الرسالة” جاء ردّ باسيل على تدشين “حزب الله” خطواته الأولى نحو المجاهرة بترشيح فرنجية ليشدد قائلاً: “بلانا ما فيهم يجيبوا رئيس للجمهورية وما رح نسجّل على حالنا أننا انتخبنا حدا مثل سليمان فرنجية”، وهو كلام موجه إلى حارة حريك بالدرجة الأولى وإن كان ألبسه طابع العداوة مع ترويكا “بري – ميقاتي – فرنجية”، الأمر الذي استدعى جملة ردود مباشرة من رئيس المجلس النيابي الذي اعتبر أنّ “ما كان الأمر عليه في العام 1990 أفضل مما قُدّم لنا في السنوات الست الماضية والذي يتلخص بـ: عون – باسيل – جريصاتي”. أما على “جبهة بنشعي” فتولى النائب طوني فرنجية الرد مباشرةً على باسيل بالقول في تغريدة: “ونحن أيضاً لا نتفق معك في البرنامج السياسي والإصلاحي لبناء دولة، “جربنا وشفنا” أوصلتنا الى جهنم”، وذلك بالتوازي مع إعادة مناصري “تيار المردة” التداول بتغريدة سابقة لرئيس “التيار” سليمان فرنجية على تويتر جاء فيها: “الأقزام عند مغيب الشمس ترى خيالاتها أكبر”.
 
وفي السياق عينه استرعى الانتباه أمس الهجوم الصريح الذي شنّه النائب آلان عون على ترشيح “الثنائي الشيعي” فرنجية لرئاسة الجمهورية، مبدياً امتعاض “التيار الوطني” من تبني حليفه “حزب الله” فرنجية “مرشحاً وحيداً” للرئاسة وأضاف: “من غير المسموح أن يقول لنا “الحزب” أنا لا أثق إلا بشخص سليمان فرنجية، فإذا كان “حزب الله” لا يثق إلا بفرنجية فهذا يعني أن المشكلة فيه هو وليست في سائر اللبنانيين”… وتعقيباً على هذا المشهد، توقعت مصادر واسعة الاطلاع على أجواء “التيار الوطني” أن “يتصاعد المسار التصعيدي من جانب “التيار” حتى يتراجع “حزب الله” عن ترشيح فرنجية وإلا فإنّ باسيل لن يتوانى عن تجاوز الخطوط الحمر في علاقته مع “الحزب” داخلياً وخارجياً، لأنه ببساطة ليس مستعداً لأن يطلق النار على رأسه إذا أصرّ السيد حسن نصرالله على ترشيح فرنجية حتى ولو كلّفه الأمر إعلان “تفاهم مار مخايل” منتهي الصلاحية”.وتوقع مصدر سياسي عبر «البناء» أن يترك الاشتباك بين بري وباسيل، تداعيات سلبية على المشهد الرئاسي، لجهة صعوبة اتفاق تحالف الورقة البيضاء على مرشح موحّد، في ظل موقف باسيل رفض فرنجية مرشح ثنائي حركة أمل وحزب الله الضمني، ما يصعّب بالتالي أي تسوية مع القوى الوسطية كرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط وكتلة النواب السنة وعكار والمستقلين، فضلاً عن انسداد أفق التسوية مع الفريق الأميركي – السعودي في لبنان”.
 
وكتبت” اللواء”: ذهب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الموجود في فرنسا باتجاه اعتبار ان الاولوية لمعركته هي عدم السماح للنائب السابق سليمان فرنجية بالوصول الى قصر بعبدا، وهو المدعوم من الثنائي الشيعي: حركة امل وحزب الله، مع كتل او نواب آخرين يدعمون هذا التوجه، في عملية «حرق المراكب» مع الثنائي وحلفائه، بما في ذلك تيار المردة.
 
اعتبرت مصادر سياسية تصعيد الخطاب السياسي وتزايد تحركات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المصطنعة في هذا الظرف بالذات، انما تعبرُّ بوضوح عن حالة الضيق والاحباط التي يتخبط فيها جراء، انكفاء حليفه الوحيد حزب الله، عن  إعطائه اي وعد بدعم ترشحه للرئاسة الاولى، أو لتأييد مرشح رئاسي يدور بفلكه، وانما على عكس ذلك تماما، ملامح توجهات الحزب، تصب في خانة تأييد ترشيح خصمه السياسي اللدود رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في حال تم التوافق على اسمه مع القوى السياسية المؤثرة، او أي مرشح توافقي مقبول من معظم الاطراف السياسيين، ولكن يستبعد من كل الطروحات، تبني ترشيح باسيل، لصعوبة تسويق اسمه، وعدم قبول أي طرف سياسي تأييد ترشيحه، لانه مكروه ومنبوذ من كافة القوى، ولا يحظى بتاييد الحد الادنى منها.
 
وشددت المصادر على ان رئيس التيار الوطني الحر، يسعى الى اعادة وهج صورته السياسية التي بهتت كتيرا، بفعل انتهاء ولاية عمه الرئيس ميشال عون وخسارته لآخر معاركه السياسية مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في مفاوضات تشكيل الحكومة التي لم تولد بآخر العهد، وفقدانه ميزات التحكم بصلاحيات رئيس الجمهورية وتوقيعه الرئاسي على تسيير امور الدولة وشؤون المواطنين. ولكن معظم محاولات حب الظهور والسعي لتلميع صورته على هذا النحو الممجوج، لا تلقى التأييد المطلوب، لان ما راكمه باسيل من خصومات سياسية طوال سنوات العهد وتهجمه على معظم الاطراف السياسية، لم يترك مجالا لاعادة صياغة تحالفات جديدة مع الاطراف السياسية، تؤهله للترشح لرئاسة الجمهورية بارتياح كما يحصل مع المرشحين البارزين. 
 
 
وقالت المصادر ان لقاءات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل  في باريس، ان كان مع أي مسؤول سياسي او اي شخصية سياسية، لن تنفع في تبييض صفحته الممتلئة بالفساد ونهب المال العام، وتدمير قطاع الطاقة الكهربائية في لبنان، واكثر من ذلك وهو تعطيل مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتشكيل حكومة مهمة، بعد كارثة تفجير مرفأ بيروت، لانقاذ لبنان من الكارثة الاقتصادية والمالية والمعيشية التي تسبب بجانب منها هو شخصيا، جراء ممارسات تعطيل تشكيل الحكومات وعرقلة مهماتها، ولا سيما منها تعطيل تنفيذ مؤتمر سيدر ومنع إجراء الاصلاحات المطلوبة، للمباشرة بحل الازمةالضاغطة. 
 
 
واشارت المصادر إلى ان باسيل رفع سقف انتقاداته لفرنجية، في هذا الظرف بالذات، لتوجيه رسالة واضحة إلى حليفه «حزب الله»، ليكون الناخب الأول للرئيس، او لنيل حصته  بالرئيس المقبل، لانه بات على قناعة باستحالة قلب مواقف الحزب لتأييده وتقديم ترشيحه على سائر المرشحين لرئاسة الجمهورية، الا أن مثل هذه  الرسائل، قد يكون مفعولها عكسيا، وتنقلب على اصحابها.
 
وكتبت” الديار”: غياب الرؤية الخارجية الواضحة، انعكس سلبا من حيث النتائج على زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الى العاصمة الفرنسية، فلم يحقق اي اختراق جدي في مسألة «تلميع» صورته، والانجاز الوحيد كان اشعال «النيران» في معسكر حزب الله من خلال تعميق الشرخ مع حلفاء الحزب من خلال «فتح النار» على الرئيس بري ومرشح الحزب غير المعلن رسميا النائب سليمان فرنجية.
 
زادت التسريبات المقصودة لكلام باسيل خلال لقاء مع عدد من محازبيه في باريس، الشرخ بينه وبين رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو ما وصفته مصادر سياسية بارزة، بالضربة الجديدة لمساعي حزب الله لتقريب وجهات النظر بين حلفائه، ومحاولة لقطع الطريق امام جولة الاتصالات المرتقبة مع الحزب حيال الاستحقاق، خصوصا تقصد باسيل التقليل من «مونة» السيد حسن نصرالله على موقفه الرئاسي.