في الاسابيع الماضية نجح حزب “الكتائب اللبنانية”في القيام بخطوات سياسية بارزة جعلته، بشكل او بآخر، يتقدم بالنقاط على حزب “القوات اللبنانية”من خلال انخراطه الكامل ضمن فريق المعارضة والثورة والتغيير، وهذا التقدم جاء على حساب معراب التي حاولت القيام بالخطوة ذاتها من دون ان تحقق اي نجاح.
“الكتائب”التي اسست مع كتل اخرى تجمعاً نيابياً جديدا يضم النواب التغييريين والنواب السنّة وغيرهم، حرمت”القوات”ميزة تزعم المعارضة النيابية ، وان كانت تنفي ذلك لاسباب كثيرة، حتى انها قطعت الطريق عليها ومنعتها من استقطاب النواب السنّة الذين باتوا على علاقة جيدة مع الصيفي.وضعت الكتائب اهدافا سياسية اساسية، بعيدا عن ايصال رئيس للجمهورية محسوب على فريقها السياسي. الهدف الاول كان الضغط على رئيس المجلس النيابي نبيه بري للقبول بفكرة ان نصاب الجلسة الثانية للانتخاب هي النصف زائدا واحداً وليس الثلثين، اما الهدف الثاني فهو انهاء المهمة التشريعية للمجلس النيابي خلال الفراغ الرئاسي.
لكن الكتائب، وللمرة الاولى منذ بدء الاستحقاق الرئاسي واجهت انتكاسة سياسية، جاءت بشكل اساسي من “القوات اللبنانية”التي كان موقفها واضحاً بتأييد الرئيس نبيه بري في رؤيته الدستورية وتأييد نصاب الثلثين في الجلسة الثانية للانتخاب مع الاشارة الى ضرورة بقاء النواب في الجلسة.موقف “القوات”جاء بشكل شبه علني كرد على التجمع النيابي الذي ترعاه الكتائب والذي بات يحتضن ترشيح النائب ميشال معوض ويعمل على ايجاد اساليب لايصاله الى بعبدا، وهذا الامر ازعج “القوات”بالرغم من الابقاء على تنسيق معها لكنه ابعدها عن المشهد الرئاسي ونقل الاضواء الى مكان آخر.رد “القوات” انهى النقاش حول المادة الدستورية المرتبطة بأكثرية الثلثين، إذ ان تفسير الدستور يحتاج الى ثلثي الاصوات، وهذا العدد لم يعد يمتلكه النواب المعارضون خصوصا بعد موقف “القوات” وقبله موقف “الحزب التقدمي الاشتراكي”الذي اُعلن عنه ايضا خلال جلسة انتخاب الرئيس.
أنقذت”القوات”الرئيس نبيه بري من الحرج اذ بات يتمتع بتأييد فريقه السياسي كاملا اضافة الى “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، وهذا ما سيجعل “الكتائب” تتراجع تكتيكا في ادائها الرئاسي لاعادة تدوير خطابها السياسي والدستوري في المرحلة المقبلة.