وأعلن جيش الاحتلال في بيان، أن الزيارة ناقشت نشاط إسرائيل لتحجيم طموحات إيران، الساعية لفرض وجود عسكري كبير في سوريا ونقل أسلحتها إلى حزب الله.من جهتها، أشارت القيادة الأميركية إلى أن كوريلا التقى القائد العام للمنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي اللواء أوري غوردين عند الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان وخط ألفا بين إسرائيل وسوريا عند مرتفعات الجولان المحتل.
وقدّم غوردين إلى كوريلا لمحة عامة عن التحديات الأمنية على طول كل حدود، والتهديد الذي يشكله “حزب الله” في المنطقة، وتركيز الجيش الإسرائيلي على الأمن.
وزار كوريلا أيضاً مركز مراقبة يطل على مرتفعات الجولان المحتل، حيث أطلعه غوردين على طرق تهريب الذخائر والأسلحة بين لبنان وسوريا، بحسب البيان الإسرائيلي.وزيارة كوريلا لإسرائيل هي الرابعة له منذ توليه قيادة المنطقة الوسطى قبل نحو سبعة أشهر، مع سعي واشنطن لزيادة التنسيق مع تل أبيب حيال معرفة التحركات الإيرانية في سوريا، لا سيما جنوب البلاد وشرقها ومحاولة لجمها قدر المستطاع.وكل ذلك يأتي على وقع تقارير أمنية إسرائيلية تشير إلى خشية تل أبيب من ذهاب موسكو إلى الإخلال بالتنسيق الأمني معها في ما يتعلق بالنشاط الإيراني في سوريا، وذلك بهدف الحصول على دعم طهران في الغزو الروسي لأوكرانيا، وتقديم المسيّرات.وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الأجهزة الاستخباراتية في إسرائيل قلقة من إمكانية تضرر آلية التنسيق والتعاون مع روسيا، بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع لمجموعات موالية لإيران في مناطق متفرقة من سوريا.
وعزت الصحيفة المخاوف الأمنية الإسرائيلية إلى كون موسكو وطهران تعززان التعاون بينهما في يخص الحرب على أوكرانيا، وأن إيران قد تطلب مساعدة روسيا ضد النشاط الإسرائيلي في سوريا في مقابل إعطائها الطائرات المسيّرة لروسيا، والتي تساعدها في الحرب هناك.وكشفت الصحيفة أن وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس أعطى تعليماته للقادة الأمنيين في إسرائيل لمراقبة تعزيز العلاقة بين موسكو وطهران، غير أنه أكد في اجتماع مغلق مع الأجهزة الأمنية أنه “لا يوجد ما يمنع الجيش الإسرائيلي من تنفيذ هجمات في سوريا ضد المجموعات الموالية لإيران”، وقال: “إذا كانت هناك معلومات استخباراتية وفرصة عملياتية، فإننا نوجه ضربة. طريقة العمل هذه لم تتغير”.وتبدو الضربة التي تعرض لها محيط القاعدة الأميركية في دير الزور، مساء الخميس، رسالة إيرانية للولايات المتحدة وإسرائيل حيال هذه التطورات، إذ تعد الضربة موجهة لواحدة من أكبر القواعد الأميركية في البلاد.وسقطت عدة صواريخ بمحيط القاعدة الأميركية في المدينة السكنية في حقل العمر النفطي، تلاها تحليق مكثف للطيران المروحي الأميركي في الأجواء بين منطقتي ذيبان والطيانة بريف دير الزور.
وكشفت القيادة الوسطى الأميركية في بيان أن هجوماً بصواريخ استهدف قوات التحالف في قاعدة القرية الخضراء في سوريا لم يسفر عن إصابات أو أضرار، واعتبرت أن هذه الهجمات تعرّض قوات التحالف والمدنيين للخطر وتقوض استقرار سوريا والمنطقة.ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات فقط من قصف طيران حربي مجهول الهوية موقعاً للقوات الموالية لإيران قرب الحدود السورية العراقية من جانب مدينة البوكمال، شرقي سوريا، في استهداف هو الثاني للمليشيات في المنطقة خلال أقل من عشرة أيام.وقبل حوالي أسبوع، طاول قصف صاروخي يرجح أنه من طيران إسرائيلي رتلاً للقوات المدعومة من إيران، خلال عبوره الحدود السورية العراقية عند معبر القائم قبالة ناحية البوكمال بريف دير الزور، شرقي سوريا، ما أسفر عن مقتل 14 عنصراً على الأقل.وكانت القوات الموالي لإيران استهدفت في نيسان الماضي قاعدة العمر، ما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين من التحالف الدولي الذي رد على مصادر النيران.
وفي كانون الثاني الماضي، تعرض حقل العمر أكثر من مرة لقصف بالصواريخ من مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة المليشيات الإيرانية، ردّت على أثرها المدفعية التابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مصدر الصواريخ.المخاوف الإسرائيلية
وحول المخاوف الإسرائيلية، رأى الباحث طه عبد الواحد، المقيم في موسكو، أنه على المستوى السياسي تعترض روسيا منذ سنوات على الضربات الإسرائيلية للأهداف الإيرانية في سوريا، لكنه استبعد أن تقوم روسيا بصورة مباشرة ومعلنة باعتراض الطائرات الإسرائيلية خلال شن الضربات.وعلل ذلك في حديث مع “العربي الجديد” قائلاً: “أولاً لأن تلك الطائرات غالباً تكون خارج المجال الجوي لسوريا، وثانياً، وهو الأهم، لأن موسكو تدرك على الأغلب أن قيام القوات الروسية بشكل مباشر وواضح باعتراض العمليات الإسرائيلية ضد إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا، يعني فتح جبهة مواجهة جديدة مع إسرائيل. وهذا تطور ستكون له عواقب خطيرة جداً إن كان على الوضع في سوريا أو في المنطقة بشكل عام، كما وعلى مستقبل الوجود الروسي في سوريا”.وشدّد عبد الواحد على أنه “يجب ألا ننسى أن إسرائيل فعلياً هي الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وبالتالي فإن المواجهة إذا نشبت قد تكون على درجة عالية من الخطورة، وهذا آخر ما قد تسعى إليه روسيا في ظل الظروف الراهنة”.وقال عبد الواحد إن “إيران ستزود روسيا بما تريده بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، لا سيما أن هذا التعاون يوفر لطهران بعض السيولة، فضلاً عن الترويج لصناعاتها العسكرية وإمكانية دخولها سوق السلاح العالمي”.من جهته، رأى الباحث رضوان زيادة، في حديث مع “العربي الجديد”، أنه “أصبح واضحاً أن إسرائيل تتخذ جانباً حيادياً في أوكرانيا من أجل ضمان حرية الحركة الكاملة في سوريا”، معتقداً أن “كلا الطرفين الروسي والإسرائيلي يدركان ذلك”.وفي ما يتعلق بالمسيّرات الإيرانية لروسيا، أكد زيادة أن “إسرائيل رفضت تزويد روسيا بها بناء على ضغوط أميركية”، مضيفاً أن “إسرائيل تدرك محدودية فعاليتها لكون المسيرات انتحارية، بغض النظر عن التأثير الذي تتركه، وهو ما يُعد أمراً جيداً بالنسبة لروسيا التي لا تعير بالاً للقانون الدولي”.ورأى زيادة أن “أميركا ستزيد ضغوطها على إسرائيل من أجل دفعها لإدانة الحرب على أوكرانيا، لا سيما أننا وجدنا تغيراً في موقفها خلال التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أن بنيامين نتنياهو سيعيد التركيز على إيران في علاقته مع أميركا”.