الأفق الرئاسي مقفل ورهانات لبنانية على تفاهم أميركي فرنسي سعودي

20 نوفمبر 2022
الأفق الرئاسي مقفل ورهانات لبنانية على تفاهم أميركي فرنسي سعودي


الأفق اللبناني مسدود أمام توافقات تتيح إحداث اختراق قريب في جدار الأزمة الرئاسية، حيث التشظي السياسي يمزق الجبهات النيابية التي كان مأمولاً أن توفر فرص تشكيل أغلبية نيابية كافية لتأمين عبور آمن للاستحقاق الرئاسي، بعدما كشفت الجلسات الانتخابية الست الماضية سقف ما يمكن أن يبلغه المرشح ميشال معوض، وكشفت الأيام القليلة الماضية حجم التعقيد الآخذ في التزايد في طريق تحقيق تفاهم بين حلفاء حزب الله، وخصوصاً التيار الوطني الحر من جهة، وحركة أمل وتيار المردة من جهة مقابلة، كان يعمل حزب الله على تذليل العقبات من أمامه، أملاً بتعبيد الطريق أمام انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية.
وكتبت “النهار”: الحدث الكروي العالمي لن يحجب تفاقم المناخات السياسية التي شهدت احتقانات متزايدة بشكل لافت في الأيام الأخيرة بما أخضع مسار أزمة الفراغ الرئاسي لفائض من التخبّط والعشوائية والغموض، علماً أنّ هذه التوترات أثبتت أنّ الاستحقاق الرئاسي لا يزال من دون بوصلة أو خريطة طريق داخلية، وأنّ معظم الافرقاء السياسيين يظهرون عجزاً كبيراً عن التزام استعجال انتخاب رئيس للبلاد بلا تدخلات خارجية. ولم تكُن الحركة التي قام بها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في باريس سوى إثبات سافر على محاولته استدراج فرنسا للتدخل في خصوصيات الاستحقاق الرئاسي من خلال التحريض على منافسيه وخصومه ومحاولة تكبير حجمه والسعي إلى استدراج تدخّل فرنسي في طرح أسماء مرشحين أو رفض أسماء آخرين. ولذا تستبعد الأوساط المعنية بمراقبة معطيات الاستحقاق أي تطورات جديدة من شأنها تبديل صورة الأزمة أقلّه إلى ما بعد بداية السنة الجديدة، إذ إنّ المعطيات الداخلية تواجه انسداداً سياسيّاً محكماً يغذّيه اشتداد التجاذبات بين أطراف فريق “الممانعة”، كما أنّ المعطيات الخارجية تبدو إلى مزيد من ترك لبنان يقلع شوكه بيديه في ظل انصراف الدول الى أولوياتها ويأسها من الطبقة السياسية اللبنانية.
وكتبت” البناء”: بعض الرهانات اللبنانية تتحدث عن فرصة تلوح في الأفق من واشنطن الشهر المقبل مع زيارتين، واحدة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وثانية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتقوم هذه الرهانات على فرضية تفاهم أميركي فرنسي سعودي بإخراج الاستحقاق الرئاسي من الجمود عبر تجديد التفويض الأميركي لفرنسا بتسمية رئيس للجمهورية بعد التشاور مع الأطراف اللبنانية، والتسليم للسعودية بتسمية رئيس الحكومة بالتشاور مع فرنسا.
باستثناء حراك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على الخط الرئاسي والرسائل النارية المتتالية التي يطلقها من باريس باتجاه الخصوم والحليف وحليف الحليف، فإن البلاد دخلت في حالة استرخاء سياسي قد تمتد الى منتصف الأسبوع المقبل موعد الجلسة السابعة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية الذي سيوضع على رصيف الانتظار الإقليمي – الدولي الى مطلع العام المقبل بالحد الأدنى وفق تقديرات مراجع سياسية وديبلوماسية لـ»البناء» والذين يؤكدون بأن الحديث الجدّي بالاستحقاق الرئاسي والملف اللبناني عموماً لم يبدأ بعد بانتظار انجلاء المشهد في المنطقة، لا سيما أن أي تسوية رئاسية لن تبصر النور قبل إنتاج اتفاق على سلة ملفات تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وهوية رئيس الحكومة المقبل وطبيعة وشكل الحكومة الجديدة والخطة الاقتصادية والمالية التي ستتبعها وسياستها الخارجية وكيفية مقاربتها للكثير من القضايا والملفات الداخلية والخارجية لكون أي اتفاق لا يشمل التفاهم على خريطة الطريق للمرحلة المقبلة فلن يصل بالبلد الى بر الأمان وسيتكرّر سيناريو العهد الماضي. فيما سينصرف اللبنانيون في هذا الوقت الضائع لتدبير أوضاعهم المعيشية الصعبة والتأقلم مع الأزمات على أمل الانفراج بموازاة استعدادهم لانطلاق مونديال 2022 لكرة القدم وبدء موسم الأعياد علّهم يموّهون عن أنفسهم ويخففون من ضغوط أزماتهم ومعاناتهم.
 
وكتبت” الديار”: لم ترتق التحركات والمحاولات الداخلية والخارجية حتى الآن الى مستوى المبادرات الفعالة والناجزة لانتخاب رئيس الجمهورية وتقصير فترة الفراغ الرئاسي. وكل ما يجري اليوم لا يؤشر الى ان طبخة الرئاسة وضعت على النار او توافرت عناصرها.
هذا هو الانطباع السائد الذي اكده مصدر سياسي بارز لـ « الديار» امس لافتا الى ان مشهد جلسات انتخاب الرئيس سيتكرر في جلسة الخميس المقبل لانه لم يحصل بعد اي تطور استثنائي لا في الداخل ولا في الخارج يبشر بتبدل المشهد الرئاسي وقرب انفراج ازمة هذا الاستحقاق.
وردا على سؤال قال: «ان ما نشهده من اجواء ومواقف يدل على ان هناك نوعا من انتظار الوقت المناسب للشروع بمبادرات جدية تتضمن الخيارات والاسماء، عدا ان المناخات الداخلية والخارجية لا توحي بانها باتت مساعدة لانتخاب الرئيس الجديد».
كما ان الثنائي الشيعي، الذي يدعم ضمنا انتخاب فرنجية، يحرص حتى الان على عدم تظهير هذا الموقف وربط ذلك بتوسيع دائرة التوافق عليه. لذلك ربما سارع باسيل الى اعلان رفضه تاييده لـ «القوطبة» او تأخير تعزيز فرص فرنجية.
واضافت المعلومات ان حزب الله في اللقاءات والاتصالات التى جرت وتجري معه لم يطرح اسماء، واكتفى حتى الان، كما يعبر في العلن، بالتاكيد على مواصفات الرئيس التي لخصها الامين العام السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، وابرزها الرئيس الذي لا يطعن المقاومة، وبالتاكيد ايضا على الحوار والتوافق.
وفي موضوع اللقاء المطول الاخير الذي عقد في عين التينة بين الرئيس بري وباسيل بناء على رغبة الثاني، اكدت مصادر مطلعة لـ «الديار» انه ابلغ قيادة حزب الله مسبقا عن اللقاء مبديا حسن نيات في بحث صريح مع رئيس المجلس بشأن الاستحقاق الرئاسي، وان الحزب رحب بالخطوة التي تساهم في تعزيز التواصل والحوار بينهما.
وفي هذا السياق ايضا لم يشأ مصدر نيابي في كتلة التنمية والتحرير التعليق عما كتب ونشر عن اللقاء واجوائه، لكنه اكد حصوله يوم الاثنين عشية سفر باسيل الى باريس، لافتا الى ان اي لقاء او تواصل يؤكد ما شدد ويشدد عليه الرئيس بري، وهو ان مقاربة الاستحقاق الرئاسي يجب ان تكون بالحوار والتوافق، وان يتكلم الجميع مع بعضهم بعضا.