رأى النائب عماد الحوت ” أن الجلسات النيابية الست المنصرمة لانتخاب رئيس للجمهورية، أثبتت بالأرقام والوقائع عدم قدرة أي فريق على الاتيان برئيس من صفوفه، وأصبح لابد من البحث عن معايير مشتركة تخرج الاستحقاق الرئاسي من دائرة المراوحة، لأن البديل عن التفاهم بين القوى السياسية والنيابية، هو المراوحة السلبية، وبالتالي إطالة أمد الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، في بلد يحتاج الى خطوات عملية إنقاذية للخروج من النفق.
ولفت الحوت في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية الى أن التسوية الرئاسية غير واردة، لاسيما ان مفهوم التسويات يقوم على التنازل عن مبادئ أساسية، فلبنان الغارق بأزمات حادة وخانقة وفي طليعتها الأزمتان الاقتصادية والنقدية، بحاجة ماسة الى تفاهم بين اللبنانيين على معايير تخرجه من عزلته العربية والدولية، وتؤكد على ضرورة السير بمشروع بناء الدولة على أسس إصلاحية، على ان تكون تلك المعايير منطلقا للبحث عن شخصية رئاسية قادرة على جمع اللبنانيين ومحاورتهم تحت سقف الدستور والشرعية.
وردا على سؤال حول شرط الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بوجوب انتخاب رئيس لا يطعن بالمقاومة، أكد الحوت ان السيد نصرالله غير قادر من جهته وبمفرده، على الاتيان بالرئيس الذي يشترطه، ما يعني ان تمسك السيد نصرالله بهذا الشرط، يجعله مسؤولا عن إطالة أمد الفراغ الرئاسي، الذي سيؤدي حكما الى استفحال الانهيار الاقتصادي ليطال كل اللبنانيين بما فيهم شريحة حزب الله، معتبرا بالتالي اننا أمام أزمات وطنية كبيرة، تتطلب تواضع الجميع انطلاقا من عدم قدرة أي منهم في ظل المعادلة النيابية الراهنة، على تحقيق شروطه.
وعن مطالبة البطريرك الماروني بشارة الراعي بمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، سأل الحوت: «اذا كان اللبنانيون قادرين على التحاور بإشراف دولي، فلماذا لا يتحاورون فيما بينهم دون وساطة خارجية، لأنه اذا كانت الإرادة موجودة والنوايا صافية وصادقة، فمن الطبيعي أن نصل الى نتيجة إيجابية تنقذ لبنان، أما في حال انتفاء الإرادة الصادقة، فلن يكون باستطاعة لا المؤتمر الدولي ولا غيره، ان يفرض شروطه على أصحاب الإرادة السيئة»، من هنا يعتقد الحوت ان المؤتمر الدولي ليس الحل المثالي لبلد تشوبه انقسامات عامودية حادة.
وعن قراءته لجولات النائب جبران باسيل على بعض العواصم العربية والأوروبية وكان آخرها باريس، أعرب الحوت عن اعتقاده بأن باسيل يئس من الوصول الى سدة الرئاسة، ويحاول اليوم ان يقدم نفسه على انه هو صانع الرئيس العتيد، والذي ينبغي بالتالي أن تقبل شروطه والمعايير الرئاسية التي يضعها، ما يعني من وجهة نظر الحوت أن باسيل يسعى في خلفية جولاته الخارجية وكلامه عن انه رئيس «اكبر كتلة نيابية»، ليكون الرئيس الظل كما كان عليه خلال عهد عمه الرئيس السابق ميشال عون، الأمر الذي لن يمر ولا يمكن ان يتحقق.